للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال مصنف سيرته: حدثني أبو حامد أحمد بن عيسى الفقيه الحنبلى ابن الشيخ الصالح أبو عبد الله بن زفر، قال: رأيت فى المنام - وأنا بأرض جزيرة ابن عمر - كأن جماعة من الملائكة يقولون لى: قد مات فى هذه الليلة ببغداد ولى من أولياء الله تعالى فاستيقظت منزعجا، فحدثت بالمنام الجماعة الذين كانوا معى، وأرخنا تلك الليلة فلما قدمت بغداد سألت: من مات فى تلك الليلة؟ فقيل لى: مات بها الوزير عون الدين بن هبيرة.

قال: وحدثنى الشيخ الصالح محمود بن النعالى المقرئ الزاهد، قال: كنت دائما إذا ذكرت الوزير عون الدين بن هبيرة أقول: اللهم هبه، واستوهب له.

قال: ومضى على ذلك زمان، فرأيت فى النوم كأننى قد دخلت إلى مدرسته لزيارة قبره، وإذا هو نائم على القبر، فقال: يا محمود، إن الله وهنى واستوهب لى.

وحدثنى الوزير أبو شجاع محمد بن الوزير أبى منصور محمد ابن الوزير أبى شجاع محمد، قال: كنت كثير الوقوع فى الوزير ابن هبيرة، فرأيته فى المنام فى بستان لم أر له فى الدنيا شبيها، ومعه ملك يجنى له من ثماره، ويترك فى فمه، فهممت بدخول البستان، فصاح الملك علىّ، وقال: هذا البستان قد وهبه الله تعالى لهذا بعد أن غفر له، فلا سبيل لأحد أن يدخله إلا بإذنه. فاستيقظت مرعوبا، وتبت إلى الله عزّ وجل من ذكره، إلا بالرحمة عليه، والاستغفار له.

قال: وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الواحد المقرئ قال:

رأيت الوزير ابن هبيرة فى النوم، فسألته عن حاله؟ فأجابني بهذين البيتين:

قد سألنا عن حالنا فأجبنا … بعد ما حال حالنا وحجبنا

فوجدنا مضاعفا ما كسبنا … ووجدنا ممحصا ما اكتسبنا

وهذه الأبيات رواها ابن النجار عن ابن الدبيثى عن أبى شجاع محمد بن على المؤدب، قال: سمعت أبا القاسم السلاحى، قال رأيت الوزير فى النوم فذكرها.

قال صاحب سيرته: ولو استقصيت ما ذكر له من المنامات الصالحة لجاءت بمفردها كتابا ضخما.

<<  <  ج: ص:  >  >>