للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإذا ارتوت تلك الجنادل من دموعك والرغام … فأقم صدور اليعملات فبعد يحيى لا مقام

ذهب الذى كانت تقيدنى مواهبه الجسام … وإذا نظرت إليه لم يخطر على قلبى السآم

غاض الثدى الفياض عن راحتيه واشتد الأوام … وتفرقت تلك الجموع وقوضت تلك الخيام

ولقد عهدت أبا المظفر ذا علا لا يستضام … يثب القعود إذا بدا ويقبل الأرض القيام

ما للنفوس من الحمام إذا ألم بها اعتصام … عجبا لمن يغتر بالدنيا وليس لها دوام

عقبى مسرتها الأسى، وعقيب صحتها السقام … انظر إلى أبواب عون الدين يعلوها القتام

وكان عون الدين لم يك للزمان به ابتسام … لله ما عدمت به الدنيا وما حوت الرجام

لا غرو؟؟؟ أن أدمى الجفون لفقدك الدمع الجسام … إن المكارم بعد موتك ما لفرقتها التئام

ما مت وحدك يوم مت، وإنما مات الأنام … حياك رقراق النسيم وجاد مثواك الغمام

بأبى لك الإحسان إن أنسأك والشيم الكرام … وببعض حقك إن حزنى فيك ليس له انصرام

وأنشد بعض الشعراء يوم موته:

مات يحيى ولم نجد بعد يحيى … ملكا ماجدا به يستعان

وإذا مات من زمان كريم … مثل يحيى به يموت الزمان

<<  <  ج: ص:  >  >>