للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليه؛ لكثرة الزحام عليه. وكان حسن الكلام فى السنة وشرحها.

وقال ابن النجار: كان أعلم أهل زمانه بالنحو، حتى يقال: إنه كان فى درجة أبى على الفارسى.

قال: وكانت له معرفة بالحديث واللغة، والمنطق والفلسفة والحساب والهندسة وما من علم من العلوم إلا كانت له فيه يد حسنة.

وقال ياقوت الحموى: رأيت قوما من نحاة بغداد يفضلونه على أبى على الفارسى قال: وسمع الحديث الكثير، وتفقه فيه، وعرف صحيحه من سقيمه، وبحث عن أحكامه، وتبحر فى علومه.

وذكره ابن السمعانى فى كتابه، فقال: له معرفة تامة بالحديث، ويقرأ الحديث قراءة سريعة، حسنة صحيحة مفهومة، ويديم القراءة من غير فتور سمع الكثير بنفسه وجمع الأصول الحسان من أى وجه اتفق له، وكان يضنّ بها.

قال: وسمعت أبا شجاع البسطامى يقول: قرأ على ابن الخشاب غريب الحديث المقتفى قراءة ما سمعت قبلها بمثلها فى الصحة والسرعة، وحضر جماعة من الفضلاء لسماعها. وكانوا يريدون أن يأخذوا عليه فلتة لسان، فما قدروا على ذلك.

قال ابن السمعانى: وكتبت عنه جزءا من حديث أبى الحسن بن مخلد كان يرويه عن الربعى حدثنا بلفظه. وهذا كله وابن السمعانى إنما رآه وله نحو الأربعين سنة.

قال ابن القطيعى فى تاريخه: سمعت ابن الأخضر الحافظ يقول: سمعت أبا محمد ابن الخشاب يقول: إنّي متقن فى ثمانية علوم، ما يسألنى أحد عن علم منها، ولا أجد لها أهلا.

وذكر غيره وعن ابن الأخضر، قال: دخلت عليه يوما وهو مريض وعلى صدره كتاب ينظر فيه، قلت: ما هذا؟ قال: ذكر ابن جنى مسألة فى النحو، واجتهد أن يستشهد عليها ببيت من الشعر فلم يحضره، وإنّي لأعرف على هذه المسألة سبعين بيتا من الشعر، كل بيت من قصيدة تصلح أن يستشهد به عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>