للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووصفه جماعة: بأنه كان عالما بالتفسير والحديث، والفرائض والحساب والقراءات.

قال ابن القطيعى: كان الغالب على علومه علم النحو وضروبه وأنواعه، وما يتعلق به. وانتهى إليه معرفة علوم جمة، أنهاها وشرح الكثير من علومه.

وكان ضنينا بها مع لطف مخالطة، وعدم تكبر، وإطراح تكلف، مع تشدد فى السنة، وتظاهر بها فى محافل علومه، ومجالس تلاميذه وأصحابه، ينتحل مذهب الإمام أحمد، وينتصر له على غيره من المذاهب، ويصرح ببراهينه وحججه على ذلك.

وذكر ياقوت الحموى قال: كان الحافظ بن ناصر ابن عمه أمّ ابن الخشاب قال ابن الخشاب: قالت لى أمى: يا بنى، ما أراك تصلى صلاة الرغائب على عادة الناس، فقلت: يا أمى، أنا أوثر من الصلوات ما ورد عن النبى صلّى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذه الصلاة لم ترد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من أصحابه، فقالت: لا أسمع ذلك منك، فاسأل لى ابن عمتى: فاتفق أنى لقيته، فقلت: الوالدة تسلم عليك، وتسألك عن صلاة الرغائب: هل وردت عن النبى صلّى الله عليه وسلم، أو عن أصحابه؟ فقال لى: فهل لا أخبرتها بحقيقة ذلك؟ فقلت: قد أبت إلا أن أخبرها عنك، فقال: سلم عليها، وقل لها: أنا أسنّ منها، فإنها أحدثت فى زمنى وعصرى. وقد مضت برهة ولا أرى أحدا يصليها. وإنما وردت من الشام، وتداولها الناس حتى أجروها مجرى ما ورد من الصلوات المأثورة.

ولابن الخشاب تصانيف، منها كتاب «المرتجل فى شرح الجمل» للزجاجى وقد ترك فيه أبوابا من وسط الكتاب لم يشرحها، وكتاب «الرد على ابن نادستاد (١) فى شرح الجمل»، وكتاب «الرد على أبى زكريا التبريزى فى تهذيب إصلاح المنطق لابن السكيت»، وكتاب «أغلاط الحريرى فى مقاماته»،


(١) فى خطية الإدارة الثقافية «ابن شاد»

<<  <  ج: ص:  >  >>