للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وشرح اللمع لابن جنى إلى باب النداء فى ثلاث مجلدات، وشرح مقدمة الوزير ابن هبيرة فى النحو فى أربع مجلدات. ويقال: إنه وصله عليها بألف دينار. وله جواب المسائل الاسكندرانية فى الاشتقاق.

ويقال: إنه كان ضيق العطن فى تصانيفه لا يتمها، وأن كلامه كان أجود من قلمه.

وكان ابن الخشاب يكتب خطا حسنا، ويضبط ضبطا متقنا. فكتب كذلك كثيرا من الأدب والحديث وسائر الفنون، وحصل من الكتب والأصول وغيرها ما لا يدخل تحت الحصر، ومن خطوط الفضلاء وأجزاء الحديث شيئا كثيرا.

وذكر ابن النجار: أنه لم يمت أحد من أهل العلم وأصحاب الحديث إلا وكان يشترى كتبه كلها، فحصلت أصول المشايخ عنده.

وذكر عنه: أنه اشترى يوما كتبا بخمسمائة دينار ولم يكن عنده شئ، فاستمهلهم ثلاثة أيام، ثم مضى ونادى على داره، فبلغت خمسمائة دينار، فنقد صاحبها وباعه بخمسمائة دينار، ووفى ثمن الكتب، وبقيت له الدار. ولما مرض أشهد عليه بوقف كتبه فتفرقت وبيع أكثرها ولم يبق إلا عشرها، فتركت فى رباط المأمونية وقفا.

وقرأ عليه الخلق الكثير الحديث والأدب، وانتفعوا به وتخرج به جماعة.

وسمع منه كبار الأئمة. وروى عنه خلق من الحفاظ وغيرهم.

وكان الحافظ أبو محمد بن الأخضر يقول فى روايته عنه: حدثنا حجة الإسلام أبو محمد بن الخشاب. وكذلك يقول الشيخ موفق الدين المقدسى فى تصانيفه حين يروى عن ابن الخشاب. وكان ثقة فى الحديث والنقل، صدوقا حجة نبيلا.

وذكر ابن الجوزى: أنه كان يذكر عنه نوع تفريط فى الدين، وأنه كان قليل الفقه، بحيث إنه سئل عن رفع اليدين فى الصلاة ما هو؟ فقال: هو ركن، فضحك منه. وكان - سامحه الله - قليل المبالاة بحفظ قاموس العلم والمشيخة بحيث إنه كان يلعب بالشطرنج على قارعة الطريق مع العوام، ويمازح السفهاء، ويقف

<<  <  ج: ص:  >  >>