للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دينا، مأمونا، حسن التصنيف، دائم الصيام، كثير الإيثار. كان يصلى كل يوم وليلة ثلاثمائة ركعة، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، دعى إلى أن يقول:

لفظى بالقرآن مخلوق، فأبى، فمنع من التحديث بدمشق، فسافر إلى مصر، فأقام بها إلى أن مات.

وقرأت بخط السيف بن المجد: قال أبو الربيع سليمان بن إبراهيم الأسعردى:

سمعت عبد القادر الرهاوى الحافظ يقول للحافظ عبد الغنى: سمعت وسمعنا، وحفظت، ونسينا.

وقال أبو الثناء محمود بن همام: سمعت أبا عبد الله محمد بن أميرك الجوينى المحدث، يقول: ما سمعت السلفى يقول لأحد: الحافظ، إلا لعبد الغنى المقدسى.

وقال الحافظ الضياء: كان رحمه الله مجتهدا على طلب الحديث، وسماعه للناس من قريب وغريب، فكان كل غريب يأتى يسمع عليه، أو يعرف أنه يطلب الحديث يكرمه ويبره، ويحسن إليه إحسانا كثيرا، وإذا صار عنده طالب يفهم شيئا، أمره بالسفر إلى المشايخ بالبلاد، وأحيا الله به حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فمن سمع حديثا من أصحابنا كان يسبّه، ومن كان من غير أصحابنا كان طلبهم حسدا له؛ لما يرون من حرصه وكثرة طلبه.

قال: وسمعت الإمام الحافظ أبا إسحاق إبراهيم بن محمد العراقى، يقول:

ما رأيت الحديث فى الشام كله، إلا ببركة الحافظ عبد الغنى؛ فإننى كل من سألته يقول: أول ما سمعت عليه، وهو الذى حرضنى، وذكر جماعة من المحدثين ثم ذكر عنه أنه كان يفضل الرحلة للسماع على الغزو، وعلى سائر النوافل.

قال: وكان رحمه الله، يقرأ الحديث يوم الجمعة بعد الصلاة بجامع دمشق، وليلة الخميس بالجامع أيضا، ويجتمع خلق كثير. وكان يقرأ ويبكى، ويبكى الناس بكاء كثيرا، حتى إن من حضر مجلسه مرة، لا يكاد يتركه، لكثرة ما يطيب قلبه، وينشرح صدره فيه. وكان يدعو بعد فراغه دعاء كثيرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>