للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السبب فى هذا؟ فقال: اشتغال العلماء بالعلم كرامات كثيرة - أو قال: يريد للعلماء كرامة أفضل من اشتغالهم بالعلم - وقد كان للحافظ كرامات كثيرة.

قال الضياء: سمعت أحمد بن عبد الله بن على العراقى، حدثنى أبو محمد ابن أبى عبد الله الدمياطى قال: اكتريت فى مركب فرأيته عائبا، فضاق صدرى فذكرت قصته للحافظ، فكتب لى كتابا، وقال: اتركه فيه: فإذا قضيت سفرك وخرجت منه، فخذ الكتاب ولا نتركه فيه، فمضيت وعلقته فى المركب، فمضينا فى سفرنا. فلما نزلنا منه وأخذنا قماشنا ولم يبق فيه شئ ذكرت الكتاب فأخذته منه، فمن ساعته دخل الماء فيه، وغرق.

وقال: حدثنى أبو محمد فضائل بن محمد المقدسى، حدثنى ابن عمى بدران بن أبى بكر بن على بن سرور: أن الحافظ قام ليلة ليتوضأ على البركة، وماؤها مقطوع فقال: ما كنت أشتهى الوضوء إلا من البركة، ثم صبر قليلا، فإذا الماء قد خرج من الأنبوب، فانتظر حتى فاضت البركة، ثم انقطع الماء فتوضأ، فقلت: هذه والله كرامة لك، فقال لى: قل: أستغفر الله، هذا الماء لعله كان محتبسا، لا تقل هذا.

وحدثنى رجل جندى بالقدس: أن الحافظ نزل عندهم بالقدس. وكان فى دارهم صهريج قد نقص ماؤه. قال: فقال لى الحافظ ليلة: قد ضيقنا عليكم فى الماء، فقلت: بل يجعل الله فيه البركة، فقال: نعم جعل الله فيه البركة. فلما كان الفجر إذا بالماء قد زاد نحو أربعة أذرع.

وسمعت أبا محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار المقرى قال: كان لأهل بيتى ثوب من ثياب الحافظ يدخرونه للموت، وملحفة من أثر أمه. قال: فسرق ما فى بيتنا من الثياب، ففتشوا على الثوب والملحفة فلم يجدوهما، فحزنوا عليهما.

فلما كان بعد مدة وجدوهما فى الصندوق، وقد كانوا فتشوا قبل ذلك ولم يجدوهما.

قال الضياء: وكنت أنا وجماعة نسمع على الحافظ بالمصلى الذى بحبلنا فى

<<  <  ج: ص:  >  >>