للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يخرج فى بعض الليالى بقفاف الدقيق إلى بيوت المحتاجين، فيدق عليهم، فإذا علم أنهم يفتحون الباب ترك ما معه ومضى؛ لئلا يعرفه أحد.

وقد كان يفتح له بشئ من الثياب والبرد فيعطى الناس، وربما كان عليه ثوب مرقع. وقد أوفى غير مرة سرا ما يكون على بعض أصحابه من الدّين ولا يعلمهم بالوفاء.

قال الشيخ الموفق عنه: كان جوادا يؤثر بما تصل إليه يده سرا وعلانية.

وسمعت أبا الثناء محمود بن همام يحكى عن رجل كان بمسجد الوزير، فجرى بينه وبين أصحاب الموفق شئ، فلم يعطوه جامكية. قال: فبقينا ثلاثة أيام ليس لنا شئ، فدخلت يوم الجمعة أصلى، وسلمت بعد العصر على الحافظ، فقال لى:

اقعد، فقعدت. فلما قام مشيت معه إلى خارج الجامع، فناولنى نفقة وقال:

اشتر لبيتك شيئا، ومضى، فاشتريت نصف خروف مشوى وخبزا كثيرا، وحلواء واكتريت حمالا، ومضيت إلى أهلى، فعددت ما بقى، فإذا هو خمسة وأربعون درهما.

وذكر غير واحد: أنه وقع بمصر غلاء وهو بها، فكان يؤثر بعشائه عدة ليالى، ويطوى.

قال: وقال لى أبو الفتح ولده: والدى يعطى الناس الكثير، ونحن لا يبعث إلينا شيئا.

وسمعته يقول: أبلغ ما سأل العبد ربه ثلاثة أشياء: رضوان الله عزّ وجل، والنظر إلى وجهه الكريم، والفردوس الأعلى.

وسمعت خالى أبا عمر قال: قال الحافظ: يقال: من العصمة أن لا تجد، ثم قال: هى أعظم العصمة، فإنها عصمة النبى صلّى الله عليه وسلم.

وسمعت أبا محمد عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسى قال: سألت الحافظ، فقلت: هؤلاء المشايخ يحكى عنهم من الكرامات ما لا يحكى عن العلماء، إيش

<<  <  ج: ص:  >  >>