للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يا سائرين إلى مصر بربّكم … رفقا علىّ؛ فإن الأجر مكتسب

قولوا لساكنها: حييت من سكن … يا منية النفس، ماذا الصد والغضب؟

بالشام قوم وفى بغداد قد أسفوا … لا البعد أخلق بلواهم ولا الحقب

قد كنت بالكتب أحيانا تعللهم … فاليوم لا رسل تأتى ولا كتب

أنسيت عهدهم أم أنت فى جدث … تسفى وتبكى عليك الريح والسحب

بل أنت فى جنة تجنى فواكهها … لا لغو فيها، ولا غول ولا نصب

يا خير من قال بعد الصحب «حدثنا» … ومن إليه التقى والدين ينتسب

لولاك ماد عمود الدين، وانهدمت … قواعد الحق، واغتال الهدى عطب

فاليوم بعدك جمر الغيّ مضطرم … بادى الشرار، وركن الرشد مضطرب

فليبكينّك رسول الله ما هتفت … ورق الحمام، وتبكى العجم والعرب

لم يفترق بكما حال، فموتكما … فى الشهر واليوم، هذا الفخر والحسب

أحييت سنته من بعد ما دفنت … وشدتها وقد انهدت لها رتب

وصنتها عن أباطيل الرواة لها … حتى استنارت، فلا شك ولا ريب

ما زلت تمنحها أهلا، وتمنعها … من كان يلهيه عنها الثغر والشنب

قوم بأسماعهم عن سمعها صمم … وفى قلوبهم من حفظها قضب

تنوب عن جمعها منهم عمائمهم … أيضا، ويغنيهم عن درسها اللقب

يا شامتين وفينا ما يسوؤهم … مستبشرين وهذا الدهر محتسب

ليس الفناء بمقصور على سبب … ولا البقاء بممدود له سبب

ما مات من عز دين الله يعقبه … وإنما الميت منكم من له عقب

ولا تفوض بيت كان يعمده … مثل العماد، ولا أودى له طنب

علا العلى بجمال الدين بعد، كما … تحيى العلوم بمحيى الدين والقرب

وتسبق الخيل تاليها، وإن بعدت … وغاية السبق لا تعيى له النجب

مثل الدرارى السوارى شيخنا أبدا … نجم يغور ويبقى بعده شهب

من معشر هجروا الأوطان وانتهكوا … حمر الخطوب وأبكار العلى خطبوا

<<  <  ج: ص:  >  >>