للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصوفى، وعزمت على الرجوع وقع فى نفسى أن أقصد أبا حاتم بن خاموش الحافظ بالرى، وألتقى به. وكان مقدم أهل السنة بالرى.

وذلك أن السلطان محمود بن سبكتكين لما دخل الرّىّ قتل بها الباطنية ومنع سائر الفرق الكلام على المنابر غير أبى حاتم. وكان من دخل الرى من سائر الفرق يعرض اعتقاده عليه، فإن رضيه أذن له فى الكلام على الناس وإلا منعه، فلما قربت من الرى كان معى فى الطريق رجل من أهلها، فسألنى عن مذهبى؟ فقلت: أنا حنبلى، فقال: مذهب ما سمعت به، وهذه بدعة. وأخذ بثوبى، وقال: لا أفارقك حتى أذهب بك إلى الشيخ أبى حاتم. فقلت: خيرة؛ فإنى كنت أتعب إلى أن ألتقى به، فذهب بى إلى داره.

وكان له ذلك اليوم مجلس عظيم، فقال: أيها الشيخ، هذا الرجل الغريب سألته عن مذهبه، فذكر مذهبا لم أسمع به قط. قال: ما قال؟ قال: أنا حنبلى.

فقال: دعه، فكلّ من لم يكن حنبليا فليس بمسلم، فقلت: الرجل كما وصف لى. ولزمته أياما، وانصرفت.

وإنما عنى أبو حاتم فى الأصول.

وذكر عبد القادر الرهاوى: أخبرنا أبو سعد الصائغ: سمعت عبد الجبار ابن أبى الفضل الصيرفى، سمعت جماعة من أصحاب شيخ الإسلام الأنصارى يقولون: سمعنا شيخنا شيخ الإسلام أبا إسماعيل يقول: فذكر أبياتا بالفارسية تفسيرها بالعربية:

إلهنا مرئىّ على العرش مستو … كلامه أزلىّ رسوله عربىّ

كل من قال غير هذا أشعرىّ … مذهبنا مذهب حنبلىّ

قال عبد القادر: سمعت أبا عروبة عبد الهادى بن محمد الزاهد بسجستان

<<  <  ج: ص:  >  >>