للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا جهاد إلا خرج فيه. وكان يقرأ فى الصلاة كل ليلة سبعا مرتّلا، ويقرأ فى النهار سبعا بين الظهر والعصر، فإذا صلّى الفجر قرأ آيات الحرس بعد أن يفرغ من التسبيح. وكان قد كتب فى ذلك كراسة، وهى معلقة فى المحراب، وربما قرأ فيها خوفا من النعاس، ثم يقرأ ويلقن إلى ارتفاع النهار، ثم يصلى الضحى صلاة طويلة. وكان يسجد سجدتين طويلتين، إحداهما فى الليل، والأخرى فى النهار، يطيل فيهما السجود، ويصلى بعد أذان الظهر قبل سنتها فى كل يوم ركعتين، يقرأ فى الأولى أول المؤمنون، وفى الثانية آخر الفرقان. وكان يصلى بين المغرب والعشاء أربع ركعات، يقرأ فيهن السّجدة، ويس، وتبارك، والدخان. ويصلى كل ليلة جمعة بين العشاءين صلاة التسبيح ويطيلها، ويصلى يوم الجمعة ركعتين بمائة {(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)} وكان يصلى فى كل يوم وليلة اثنتين وسبعين ركعة نافلة، وله أوراد كثيرة. وكان يزور القبور كل جمعة بعد العصر، ولا ينام إلا على وضوء، ويحافظ على سن وأذكار عند نومه: من التسبيح، والتكبير، والتحميد، وقراءة تبارك، وغيرها من القرآن، ويقول بين سنة الفجر والفرض أربعين مرة يا حى يا قيوم، لا إله إلا أنت.

وكان لا يترك غسل الجمعة، ولا يخرج إلى الجمعة إلا ومعه شئ يتصدق به، وكان يحمل همّ أصحابه، ومن سافر منهم تفقد أهله. وكان يتفقد الأشياء النافعة، مثل النهر، والسقاية، وغير ذلك مما فيه نفع للمسلمين. وكان يؤثر بما عنده لأقاربه وغيرهم، ويتصدق كثيرا ببعض ثيابه، حتى يبقى فى الشتاء بجبة بغير قميص، وكثيرا من وقته بغير سراويل. وكانت عمامته قطعة بطانة، فإذا احتاج أحد إلى خرقة أو مات صغير قطع منها له. وكان يلبس الخشن وينام على الحصير. وكان ثوبه إلى نصف ساقه، وكمّه إلى رسغه، وربما تصدق بالشئ وأهله محتاجون إليه.

ومكث مدة لا يأكل أهل الدير إلا من بيته. يجمع الرجال ناحية والنساء ناحية، وكان إذا جاء شئ إلى بيته فرقه على الخاص والعام.

<<  <  ج: ص:  >  >>