للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان يقول: لا علم إلا ما دخل مع صاحبه القبر.

ويقول: إذا لم تتصدقوا لا يتصدق أحد عنكم، وإذا لم تعطوا السائل أنتم أعطاه غيركم.

وكان يحب اللبن المصفى بخرقة، فعمل له منه مرة فلم يأكل منه، فقيل له.

فقال تركته لحبى إياه، ثم لم يأكله بعد ذلك. وكان إذا خطب ترقّ القلوب، ويبكى بعض الناس بكاء كثيرا. وكان له هيبة عظيمة فى القلوب، حتى كان أحد الطلبة يريد أن يسأله عن شئ، فما يجسر أن يسأله، وإذا دخل المسجد سكتوا، وخفضوا أصواتهم، وإذا عبر فى طريق والصبيان يلعبون هربوا، وإذا أمر بشئ لا يجسر أحد أن يخالفه.

وكان كثيرا ما يكتب إلى أرباب الولايات شفاعات لمن يقصده. فقال له المتولى يوما: إنك تكتب إلينا فى قوم لا نريد أن نقبل فيهم شفاعة، ونشتهى أن لا نرد رقعتك، فقال: أما أنا فقد قضيت حاجة من قصدنى، وأنتم إن أردتم أن تقبلوا ورقتى وإلا فلا، فقال له: لا نردها أبدا.

واحتاج الناس فى سنة إلى المطر، فطلع معهم إلى مغارة الدم، ومعه نساء من محارمه، واستسقى ودعا، فجاء المطر حينئذ، وجرت الأودية شيئا لم يره الناس من مدة. وله كرامات كثيرة.

وذكر بعضهم، قال: جئنا مرة إلى عنده، ونحن ثلاثة أنفس جياع، فقدّم إلينا سكرجة فيها لبن، وكسيرات، فأكلنا وشبعنا، وأنا انظر إليها، كأنها لم تنقص

قال الضياء: وسمعت الإمام محمد بن أبى بكر بن عمر يقول: دعانى الشيخ مرة، وكنت أخاف من ضرر الأكل، فابتدأنى وقال: إذا قرأ الإنسان قبل الأكل {(شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ)} و {(لِإِيلافِ قُرَيْشٍ)} ثم أكل، فإنه لا يضره.

وسمعت الإمام أبا بكر عبد الله بن الحسن بن النحاس، يقول: كان والدى يحب الشيخ أبا عمر، فقال لى يوم جمعة: أنا أصلى الجمعة خلف الشيخ،

<<  <  ج: ص:  >  >>