وعلماء المسلمين. وينهى عن صحبة المبتدعين، ويأمر بصحبة الصّالحين.
قال: وأنشدنى لنفسه:
أوصيكم فى القول بالقرآن … بقول أهل الحق والإتقان
ليس بمخلوق ولا بفانى … لكن كلام الملك الدّيان
آياته مشرقة المعانى … متلوة فى اللفظ باللسان
محفوظة فى الصدر والجنان … مكتوبة فى الصحف بالبنان
والقول فى الصفات يا إخوانى … كالذات والعلم مع البيان
إمرارها من غير ما كفران … من غير تشبيه ولا عدوان
قال: وأنشدنى لنفسه:
ألم يك ملهاة عن اللهو أننى … بدا لى شيب الرأس والضعف والألم
ألمّ بي الخطب الذى لو بكيته … حياتى حتى ينفد الدمع لم ألم
قال أبو المظفر: وكان سبب موته: أنه حضر مجلسى بقاسيون فى الجامع، مع أخيه الموفق والعماد والجماعة. وكان قاعدا فى الباب الكبير، وجرى الكلام فى رؤية الله تعالى ومشاهدته، واستغرقت فى ذلك. وكان وقتا عجيبا، وأبو عمر جالس إلى جانب أخيه الموفق. فقام وطلب باب الجامع، ولم أره. فالتفت، فإذا بين يديه شخص يريد الخروج من الجامع، فصحت على الرجل: اقعد، فظن أبو عمر أننى أخاطبه، فجلس على عتبة باب الجامع الجوانية إلى أن فرغ المجلس. ثم حمل إلى الدير. فكان آخر العهد به. وأقام مريضا أياما، ولم يترك شيئا من أوراده. فلما كان عشية الاثنين ثامن عشر ربيع الأول - يعنى سنة سبع وستمائة - جمع أهله واستقبل القبلة، ووصاهم بتقوى الله ومراقبته، وأمرهم بقراءة يس وكان آخر كلامه:(١٣٢:٢ {إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)}.
وتوفى رحمه الله تعالى، وغسل فى السحر. ومن وصل إلى الماء الذى غسل به