للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيها: إلى الولد الملك المعظم، فقلت له: كيف تكتب هذا والملك المعظم على الحقيقة هو الله تعالى؟ فتبسم ورمى بالورقة، وقال: تأملها. وإذا به لما كتب «الملك المعظم» كسر الظاء، فصار المعظم، وقال، لا بد أن يكون يوما قد عظم الله تعالى، فعجبت من ورعه وتحفظه فى منطقه عن مثل هذا.

قال أبو المظفر: وأصابنى قولنج عانيت منه شدة، فدخل علىّ أبو عمر وبيده خروب شامى مدقوق، فقال: استفّ هذا. وكان عندى جماعة، فقالوا:

هذا يزيد القولنج ويضره، فما التفت إلى قولهم. فأخذته من يده فأكلته، فبرأت فى الحال.

قال: وحكى الجمال البصراوى الواعظ قال. أصابنى قولنج فى رمضان، فاجتهدوا فى أن أفطر، فلم أفعل، وصعدت إلى قاسيون، فقعدت موضع الجامع اليوم، وإذا بالشيخ أبى عمر قد أقبل من الجبل، وبيده حشيشة، فقال:

شم هذه تنفعك، فأخذتها وشممتها، فبرأت.

وقرأت بخط الناصح ابن الحنبلى: كان أبو عمر فقيها زاهدا عابدا. كتب بخطه كثيرا من كتب الحديث والفقه على مذهب الإمام أحمد، وكتاب «المغنى» لأخيه. وكان مع ذلك له أوراد من الصلاة والتلاوة، يقوم بها، وحج وغزا وكان شيخ جماعته، مطاعا فيهم، محترما عند نور الدين محمود بن زنكى. وزاره وبنى لهم فى الجبل مسجدا وسقاية.

وقال غيره: له آثار جميلة، منها: مدرسته بالجبل، وهى وقف على القرآن والفقه. وقد حفظ القرآن فيها أمم لا يحصون.

وذكر جماعة: أن الشيخ أبا عمر قطب، وأقام قطب الوقت قبل موته ست سنين.

وقال أبو المظفر: كان على مذهب السلف الصّالح، حسن العقيدة، متمسكا بالكتاب والسنة، والآثار المروية وغيرها كما جاءت، من غير طعن على أئمة الدين

<<  <  ج: ص:  >  >>