للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال الوزير للسائل ومن معه: هذا أردتم؟ كنا نسمع أنه يذكر هذا بهراة فاجتهدتم حتى سمعناه بآذاننا: وما عسى أن أفعل به؟ ثم بعث خلفه خلعا وصلة فلم يقبلها. وخرج من فوره إلى هراة ولم يلبث.

قال ابن طاهر: وسمعت أصحابنا بهراة يقولون: لما قدم السلطان «ألب أرسلان» هراة فى بعض قدماته اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه، ودخلوا على الشيخ أبى إسماعيل الأنصارى، وسلموا عليه، وقالوا: قد ورد السلطان، ونحن على عزم أن نخرج ونسلم عليه، فأحببنا أن نبدأ بالسلام على الشيخ الإمام، ثم نخرج إلى هناك. وكانوا قد تواطئوا على أن حملوا معهم صنما من الصّفر صغيرا، وجعلوه فى المحراب تحت سجادة الشيخ. وخرجوا وخرج الشيخ من ذلك الموضع إلى خلوته.

ودخلوا على السلطان واستغاثوا من الأنصارى، وقالوا له: إنه مجسم. فإنه يترك فى محرابه صنما، ويقول: إن الله عزّ وجل على صورته. وإن يبعث السلطان الآن يجد الصنم فى قبلة مسجده. فعظم ذلك على السلطان، وبعث غلاما ومعه جماعة. ودخلوا الدار، وقصدوا المحراب، وأخذوا الصنم من تحت السجادة، ورجع الغلام بالصنم، فوضعه بين يدى السلطان. فبعث السلطان بغلمان، وأحضر الأنصارى: فلما دخل رأى مشايخ البلد جلوسا، ورأى ذلك الصنم بين يدى السلطان مطروحا، والسلطان قد اشتد غضبه.

فقال له: ما هذا؟ قال: هذا صنم يعمل من الصفر شبه اللّعبة. فقال: لست عن هذا أسألك، فقال: فعن ماذا يسأل السلطان؟ قال: إنّ هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا الصنم، وأنك تقول: إن الله عزّ وجلّ على صورته، فقال الأنصارى: سبحانك! هذا بهتان عظيم. بصوت جهورى وصولة. فوقع فى قلب السلطان أنهم كذبوا عليه، فأمر به فأخرج إلى داره مكرما. وقال لهم: اصدقونى القصة، أو أفعل بكم وأفعل، وذكر تهديدا عظيما، فقالوا: نحن

<<  <  ج: ص:  >  >>