للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأقام عند الشيخ عبد القادر بمدرسته مدة يسيرة، فقرأ عليه من الخرقى، ثم توفى الشيخ، فلازم أبا الفتح بن المنى. وقرأ عليه المذهب، والخلاف والأصول حتى برع، وأقام ببغداد نحوا من أربع سنين. هكذا ذكره الضياء، عن أمه، وهى أخت الشيخ، ثم رجع إلى دمشق، ثم عاد إلى بغداد سنة سبع وستين. كذا قال سبط ابن الجوزى.

وذكر الناصح ابن الحنبلى: أنه حج سنة أربع وسبعين، ورجع مع وفد العراق إلى بغداد، وأقام بها سنة، فسمع درس ابن المني، قال: وكنت أنا قد دخلت بغداد سنة اثنتين وسبعين، واشتغلنا جميعا على الشيخ أبى الفتح بن المنى، ثم رجع إلى دمشق، واشتغل بتصنيف كتاب «المغنى» فى شرح الخرقى، فبلغ الأمل فى إتمامه، وهو كتاب بليغ فى المذهب، عشر مجلدات، تعب عليه، وأجاد فيه وجمل به المذهب.

وقرأه عليه جماعة، وانتفع بعلمه طائفة كثيرة، قال: ومشى على سمت أبيه وأخيه فى الخير والعبادة، وغلب عليه الاشتغال بالفقه والعلم.

وقال سبط ابن الجوزى: كان إماما فى فنون، ولم يكن فى زمانه - بعد أخيه أبى عمر والعماد - أزهد ولا أورع منه، وكان كثير الحياء، عزوفا عن الدنيا وأهلها هينا لينا متواضعا، محبا للمساكين حسن الأخلاق، جوادا سخيا. من رآه كأنه رأى بعض الصحابة. وكأنما النور يخرج من وجهه، كثير العبادة، يقرأ كل يوم وليلة سبعا من القرآن، ولا يصلى ركعتى السنة فى الغالب إلا فى بيته، اتباعا للسنة، وكان يحضر مجالسى دائما فى جامع دمشق وقاسيون.

وقال أيضا: شاهدت من الشيخ أبى عمر، وأخيه الموفق، ونسيبه العماد:

ما نرويه عن الصحابة والأولياء الأفراد، فأنسانى حالهم أهلى وأوطانى، ثم عدت إليهم على نية الإقامة، عسى أن أكون معهم فى دار المقامة.

وقال ابن النجار: كان الشيخ موفق الدين إمام الحنابلة بالجامع. وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>