وقال ابن النجار: سمعت منه ببغداد وحران، وكان شيخا فاضلا، حسن الأخلاق، متوددا، صدوقا، متدينا.
وقال ابن الساعى: هو موصوف بالفضل والدين.
وقال ابن حمدان الفقيه: كان شيخ حران، ومدرسها، وخطيبها ومفسرها، مغرى بالوعظ والتفسير، مواظبا عليهما.
وقال المنذرى: كان عارفا بالتفسير، وله خطب مشهورة، وشعر، ومختصر فى الفقه. وكان مقدما فى بلده، وتولى الخطابة بها، ودرس بها ووعظ، وحدث ببغداد وحران، ولنا منه إجازة. وكان الشيخ فخر الدين قد وعظ ببغداد فى مدة اشتغاله بها برباط ابن النقال، ثم حج سنة أربع وستمائة، وكتب معه مظفر الدين صاحب أربل كتابا إلى الخليفة الناصر بالوصية به، فلما رجع من مكة إلى بغداد، سأل الجلوس بباب بدر، فأجيب إلى ذلك، وتقدم إلى محيى الدين يوسف بن الجوزى بالحضور، وكان يعظ بذلك المكان موضع أبيه، فحضر، وقعد على دكة المحتسب بباب بدر، وحضر خلق كثير، ووعظ الشيخ فخر الدين، وأنشد فى أثناء المجلس:
وابن اللبون إذا ما لزّ فى قرن … لم يستطع صولة البزل القناعيس
وقال الناس: ما قصد إلا محيى الدين، لأنه كان شابا، وابن تيمية شيخ.
وللشيخ فخر الدين تصانيف كثيرة. منها «التفسير الكبير» فى مجلدات كثيرة.
وهو تفسير حسن جدا. ومنها ثلاث مصنفات فى المذهب، على طريقة البسيط والوسيط، والوجيز للغزالى، أكبرها «تخليص المطلب فى تلخيص المذهب» وأوسطها «ترغيب القاصد فى تقريب المقاصد» وأصغرها «بلغة الساغب وبغية الراغب» وله شرح الهداية لأبى الخطاب. ولم يتمه. وله ديوان الخطب الجمعية.
وهو مشهور. ومصنفات فى الوعظ، و «الموضح فى الفرائض». وكانت بينه وبين الشيخ موفق الدين مراسلات ومكاتبات.