للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأقام به إلى حين وفاته. ورتب ولده فى الديوان. فسار بسيرة أبيه فيه.

قرأت بخط الناصح ابن الحنبلى: الشيخ عبد العزيز إمام فى القراءة، وفى علم الحديث. سمع الكثير، وكتب بخطه الكثير، وهو يصوم الدهر. لقيته ببغداد فى المرتين.

وقال ابن النجار: كان كثير العبادة، دائم الصوم والصلاة، وقراءة القرآن منذ كان شابا، وإلى حين وفاته. وكان مسارعا إلى قضاء حوائج الناس، والسعى بنفسه إلى دور الأكابر فى الشفاعات، وفك العناة، وإطلاق المعتقلين، ودفع المؤن والتنقيل من جهة العمال، يفعل ذلك مع القريب والبعيد والغريب بصدر منشرح، وقلب طيب. وكان محبا لإيصال الخير إلى الناس، ودفع الضرر عنهم، كثير الصدقة والمعروف، والمواساة بماله حال فقره وقلة ذات يده، وبعد يساره وسعة ذات يده. وكان على قانون واحد فى ملبسه لم يغيره، وفى أخلاقه وتواضعه للناس. كتبت عنه.

وكان ثقة صدوقا نبيلا غزير الفضل، أحسن الناس تلاوة للقرآن، وأطيبهم نغمة. وكذلك فى قراءة الحديث.

وقال ابن الساعى: كان شيخا صالحا عابدا، مشكور السيرة، محمود الطريقة، لم يزل مواظبا على الخير والعبادة والتلاوة. وكان يسرد الصوم، ويديم القيام بالليل، قل أن تمضى عليه ليلة إلا وختم فيها القرآن فى الصلاة. وكان له حرمة عند الدولة، خصوصا عند المستنصر. وكان لا يمل من الشفاعة، وقضاء حوائج الناس، حتى لو قيل: إنه لم يبق ببغداد من غنى ولا فقير إلا قضاه حاجة:

لكان حقا: وفوض إليه المستضر أمر خزانة الكتب بمدرسته.

وقرأ عليه القراءات عبد الصمد بن أبى الجيش، وسمع منه الحديث. وكتب عنه ابن النجار، وابن الحاجب.

وقال ابن نقطة: كان ثقة صالحا.

<<  <  ج: ص:  >  >>