للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأعطاه لمحيى الدين بن الجوزى ليأخذ عليه خط الخليفة. فلما شعر الشيخ بذلك أخذ الكتاب ومزقه. وقال: أنا فى غنية عن ذلك.

قال: وكان والدى لا يقبل شيئا من الصدقة. ويزعم أنه من ذرية جعفر الصادق بن محمد بن على بن الحسين بن على رضى الله عنهم.

قال: وكان قبل ذلك فقيرا لا مال له.

وكان للشيخ عبد الله زوجة لها ابنة جميلة. فكان الشيخ عبد الله يقول لها:

زوجيها من الشيخ محمد، فتقول له: إنه فقير، وأنا أحب أن تكون ابنتى سعيدة. فيقول: كأنى أراه وإياها فى دار، وفيها بركة، وله رزق كثير، والملوك يترددون إلى زيارته. فزوجتها منه. فكان الأمر كذلك. وكانت أول زوجاته. وكانت الملوك كلهم يحترمونه ويعظمونه. بنو العادل وغيرهم. وكذلك مشايخ العلماء، كابن الصلاح، وابن عبد السلام، وابن الحاجب، والحصرى.

والقضاة، كابن سناء الدولة، وابن الجوزى، وغيرهم.

وكان الناس ينتفعون بعلومه وفنونه، ويتلقون عنه الطريقة الحسنة.

وكان عظيم الهيبة، منور الشيبة، مليح الصورة، ضخما، حسن السمت والوقار.

وكان يلبس قبعا صوفه إلى الخارج، على طريقة شيخه الشيخ عبد الله.

وكان كثير الاقتداء به، والطاعة له.

حكى مرة: أنه كان قد عزم على الرحلة إلى حران، قال: وكان قد بلغنى أن بها رجلا يعرف علم الفرائض جيدا. فلما كانت الليلة التى أريد فى صبحتها أن أسافر: جاءتنى رسالة الشيخ عبد الله اليونينى. فعزم على إلى القدس الشريف.

فكأنى كرهت ذلك، وفتحت المصحف، فطلع قوله تعالى (٢١:٣٦ {اِتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ)} قال: فخرجت معه إلى القدس. فوجدت ذلك الحرانى بالقدس. فأخذت عنه علم الفرائض، حتى خيل إلىّ أنى قد صرت أبرع منه فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>