للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن عبد السلام. وولى القضاء ببعض أعمال الديار المصرية نيابة عن قاضى القضاة تاج الدين ابن بنت الأعز لفضيلته، وإن كان على غير مذهبه. وهو أول حنبلى حكم بالديار المصرية فى هذا الوقت.

ثم لما ولى الشيخ شمس الدين بن العماد قضاء القضاة الحنابلة استنابه مدة.

ثم ترك ذلك، ورجع إلى دمشق. وأقام بها مدة سنين إلى حين وفاته، يدرس الفقه بحلقة له فى الجامع. ويكتب خطه فى الفتاوى. وباشر الإعادة بالمدرسة الجوزية بدمشق قبل سفره إلى الديار المصرية، وبعد رجوعه. وباشر الإمامة بها أيضا.

ثم أمّ بمحراب الحنابلة بالجامع. ذكر ذلك قطب الدين اليونينى.

وقال: كان فقيها إماما عالما، عارفا بعلم الأصول والخلاف، حسن العبارة، طويل النفس فى البحث، كثير التحقيق، حسن المجالسة والمذاكرة. ويتكلم فى الحقيقة (١). وهو غزير الدمعة، رقيق القلب جدا، وافر الديانة، كثير العبادة. صحب الفقراء مدة. وله فيهم حسن ظن.

وكان عنده معرفة بالأدب. وله يد جيدة فى النظم. أنشدنى له صاحبنا تقى الدين بن عبد الله بن تمام:

طار قلبى يوم ساروا فرقا … وسواء فاض دمعى أو رقا

حار فى سقمى من بعدهم … كل من فى الحى داوى أو رقى

بعدهم لا طلّ وادى المنحنى … وكذا بان الحمى لا أورقا


(١) الحقيقة عند الصوفية: مقابلة للشريعة، وهم يزعمون أنهم بهذه الحقيقة يصلون إلى ما لم يصل إليه علماء الشريعة من الصحابة والأئمة، ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلام طويل فى عدة مواضع من كتبه فى إبطال حقيقة الصوفية، وأنها ترجع إلى عقيدة الوثنية، والقول بوحدة الوجود، أو الحلول، أو الاتحاد. وهم دائما يقولون عن ربهم «الحقيقة الإلهية»

<<  <  ج: ص:  >  >>