للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وابتلى بالفالج قبل موته مدة أربعة أشهر. وبطل شقه الأيسر، وثقل لسانه بحيث لا يفهم من كلامه إلا اليسير. قرأ عليه جماعة الأصول والفروع.

وتوفى ليلة الجمعة بين العشائين لست خلون من جماد الأولى سنة خمس وسبعين وستمائة بدمشق. وصلّى عليه بالجامع. ودفن بمقابر الباب الصغير. ونيف على الستين من العمر رحمه الله تعالى.

ورأيت فى الفتاوى المنسوبة إلى الشيخ تاج الدين الفزارى: واقعة وقعت، وهى وقف وقفه رجل، وثبت على حاكم: أنه وقفه فى صحة بدنه وعقله. ثم قامت بينة أنه كان حينئذ مريضا مرض الموت المخوف. فأفتى النووى: أنه تقدم بيّنة المرض، ويعتبر الوقف من الثلث. ووافقه على ذلك ابن الصيرفى، وابن عبد الوهاب الحنبليان. وخالف الفزارى، وقال: تقدم بينة الصحة. قال:

لأن من أصلهم أن البينة التى تشهد بما يقتضيه الظاهر تقدم، ولهذا تقدم عندهم بينة الداخل والأصل. والغالب على الناس: الصحة. فتقدم البينة الموافقة له.

وعرض على الشيخ تاج الدين الفزارى أيضا فتاوى جماعة فى حادثة تعارضت فيها بينتان بالسفه والرشد، حال تصرف ما: أنه تقدم بينة السفه. فخطأهم فى ذلك. وقال: هذا عندى غلط.

وذكر فى موضع آخر: أن الشيخ شمس الدين بن أبى عمر أفتى فى هذه المسألة بتقديم بينة الرشد على بينة استمرار الحجر.

ورأيت فتيا بخط محمد بن عبد الوهاب الحرانى فى وقف بأيدى أقوام من مدة سنين من غير كتاب بأيديهم. فادعاه آخرون، وأظهروا كتابا منقطع الإثبات بوقفه عليهم: أنه لا ينزع من يد الأولين بمجرد هذا الكتاب. ووافقه جماعة من الشافعية والحنفية وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>