للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبالجملة: فقد كان الشيخ أوحد العصر فى أنواع الفضائل، بل هذا حكم مسلم من جميع الطوائف. وكان مصابه أجل من أن تحيط به العبارة، فرحمه الله ورضى عنه، وأسكنه بحبوحة جنته، ونفعنا بمحبته. إنه جواد كريم. انتهى.

وقد رثاه نحو ثلاثين شاعرا، منهم الشهاب محمود، وكان من تلامذته، فقال:

ما للوجود، وقد علاه ظلام؟ … أعراه خطب أم عداه مرام؟

أم قد أصيب بشمسه فقدا؟ وقد … لبست عليه حدادها الأيام

لم أدر: هل نبذ الظلام نجومه؟ … أم حل للفلك الأثير نظام؟

أترى درى صرف الردى لما رمى … أن المصاب بسهمه الإسلام؟

أو أنه ما خص بالسهم الذى … أصمى به دون العراق الشام

سهم تقصد واحدا فغدا وفى … كل القلوب لوقعه آلام

ما خلت أن يد المنون لها على … شمس المعارف والهدى إقدام

من كان يستسقى بغرة وجهه … إن عاد وجه الغيث وهو جهام

وتنير للسارى أسرّة فضله … فكأنما هى للهدى أعلام

كانت تطيب لنا الحياة بأنسه … وبقربه. فعلى الحياة سلام

كانت ليالينا بنور بقائه … فينا تضيء كأنها أيام

من للعلوم؟ وقد علت وغلت به … أضحت تسامى بعده وتسام

من للحديث؟ وكان حافظ سربه … من أن يضم إلى الصحاح سقام

وله إذا ذكر العلوم مراتب … تسمو فتقصر دونها الأوهام

يروى فيروى كل ذى ظمأ له … يحمى الحديث تعلق وهيام

من للقضايا المشكلات إذا نبت … عنها العقول وحارت الأفهام؟

هل للفتاوى من إذا وافى بها … قضى القضاء وجفت الأقلام؟

من للمنابر وهو فارسها الذى … تحيى القلوب به وهن رمام؟

وله إذا أمّ الدروس مواقف … مشهودة ما نالهن إمام

<<  <  ج: ص:  >  >>