للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وانتفع به خلق كثير. وكان على قدم السلف الصالح فى معظم أحواله.

اشتغل على الشيخ شمس الدين رحمه الله خلق كثير.

وممن أخذ عنه العلم: الشيخ تقى الدين ابن تيمية، والشيخ مجد الدين إسماعيل ابن محمد الحرانى، وكان يقول: ما رأيت بعينى مثله.

وحدث بالكثير. وخرج له أبو الحسن ابن اللبان مشيخة فى أحد عشر جزءا. وأخرج له الحافظ الحارثى أخرى. وحدث بهما.

وروى عنه خلق كثير من الأئمة والحفاظ، منهم: الشيخ تقى الدين ابن تيمية، وأبو محمد الحارثى، وأبو الحسن بن العطار، والمزى، والبرزالى.

وحدثنا عنه جماعة، منهم: داود بن العطار أخو أبى الحسن، وأبو عبد الله ابن الخباز، وأحمد بن عبد الرحمن الحريرى، وغيرهم.

وتوفى ليلة الثلاثاء سلخ ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين وستمائة، ودفن من الغد عند والده بسفح قاسيون. وكانت جنازته مشهودة، حضرها أمم لا يحصون ويقال: إنه لم يسمع بمثلها من دهر طويل.

قال الذهبي: ورأيت وفاة الشيخ شمس الدين بن أبى عمر بخط شيخنا شيخ الإسلام تقى الدين بن تيمية. فمن ذلك: توفى شيخنا الإمام، سيد أهل الإسلام فى زمانه، وقطب فلك الأنام فى أوانه، وحيد الزمان حقا حقا، وفريد العصر صدقا صدقا، الجامع لأنواع المحاسن، والمعافى البرئ عن جميع النقائص والمساوى، القارن بين خلتى العلم والحلم، والحسب والنسب، والعقل والفضل، والخلق والخلق، ذى الأخلاق الزكية، والأعمال المرضية، مع سلامة الصدر والطبع، واللطف والرفق، وحسن النية، وطيب الطوية، حتى إن كان المتعنت ليطلب له عيبا فيعوزه - إلى أن قال - وبكت عليه العيون بأسرها، وعم مصابه جميع الطوائف، وسائر الفرق. فأى دمع ما انسجم، وأى أصل ما جذم، وأى ركن ما هدم، وأى فضل ما عدم؟! يا له من خطب ما أعظمه، وأجل ما أقدره، ومصاب ما أقحمه؟ وأكبر ذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>