للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولد فى حادى عشر - أو ثانى عشر - ذى الحجة سنة سبع وخمسين وستمائة بشرقى واسط.

وكان أبوه شيخ الطائفة الأحمدية. ونشأ الشيخ عماد الدين بينهم، وألهمه الله من صغره طلب الحق ومحبته، والنفور عن البدع وأهلها، فاجتمع بالفقهاء بواسط كالشيخ عزّ الدين الفاروتى وغيره. وقرأ شيئا من الفقه على مذهب الشافعى.

ثم دخل بغداد، وصحب بها طوائف من الفقهاء، وحج واجتمع بمكة بجماعة منهم. وأقام بالقاهرة مدة ببعض خوانقها، وخالط طوائف الفقهاء، ولم يسكن قلبه إلى شئ من الطوائف المحدثة. واجتمع بالإسكندرية بالطائفة الشاذلية، فوجد عندهم ما يطلبه من لوايح المعرفة، والمحبة والسلوك (١)، فأخذ ذلك عنهم، وانتفع بهم، واقتفى طريقتهم وهديهم.

ثم قدم دمشق، فرأى الشيخ تقى الدين ابن تيمية وصاحبه، فدله على مطالعة السيرة النبوية، فأقبل على سيرة ابن إسحاق تهذيب ابن هشام، فلخصها واختصرها، وأقبل على مطالعة كتب الحديث والسنة والآثار، وتخلى من جميع طرائفه وأحواله، وأذواقه وسلوكه، واقتفى آثار الرسول صلّى الله عليه وسلم وهديه، وطرائقة المأثورة عنه فى كتب السنن والآثار، واعتنى بأمر السنة أصولا وفروعا، وشرع فى الرد على طوائف المبتدعة الذين خالطهم وعرفهم من الاتحادية وغيرهم، وبين عوراتهم، وكشف أستارهم، وانتقل إلى مذهب الإمام أحمد. وبلغنى:

أنه كان يقرأ فى «الكافى» على الشيخ مجد الدين الحرانى الآنى ذكره إن شاء الله تعالى. واختصره فى مجلد سماه «البلغة» وألف تآلف كثيرة فى الطريقة النبوية، والسلوك الأثرى والفقر المحمدى؛ وهى من أنفع كتب الصوفية للمريدين، انتفع بها خلق من متصوفة أهل الحديث ومتعبديها.


(١) لا يمتاز الشاذلية عن غيرهم من الصوفية إلا فى إحداثهم اسم «آه» والكل فى البدع والمحدثات واحد ولذلك تركها كلها إلى اتباع السنة التى دله عليها شيخ الإسلام

<<  <  ج: ص:  >  >>