للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عند مجئ التتر سنة من السنين، وتلا عليهم آيات الجهاد، وقال: إن تخليتم عن الشام ونصرة أهله، والذّبّ عنهم، فإن الله تعالى يقيم لهم من ينصرهم غيركم، ويستبدل بكم سواكم. وتلا قوله تعالى (٣٨:٤٧ {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ)} وقوله تعالى (٣٩:٩ {إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً)}.

وبلغ ذلك الشيخ تقى الدين بن دقيق العيد - وكان هو القاضى حينئذ - فاستحسن ذلك، وأعجبه هذا الاستنباط، وتعجب من مواجهة الشيخ للسلطان بمثل هذا الكلام.

وأما محن الشيخ: فكثيرة، وشرحها يطول جدا.

وقد اعتقله مرة بعض نواب السلطان بالشام قليلا، بسبب قيامه على نصرانى سبّ الرسول صلّى الله عليه وسلم، واعتقل معه الشيخ زين الدين الفاروقى، ثم أطلقهما مكرمين.

ولما صنف المسألة «الحموية» فى الصفات: شنّع بها جماعة، ونودى عليها فى الأسواق على قصبة، وأن لا يستفتى من جهة بعض القضاة الحنفية. ثم انتصر للشيخ بعض الولاة، ولم يكن فى البلد حينئذ نائب، وضرب المنادى وبعض من معه، وسكن الأمر.

ثم امتحن سنة خمس وسبعمائة بالسؤال عن معتقده بأمر السلطان؟ فجمع نائبة القضاة والعلماء بالقصر، وأحضر الشيخ، وسأله عن ذلك؟ فبعث الشيخ من أحضر من داره «العقيدة الواسطية» فقرءوها فى ثلاث مجالس، وخافقوه، وبحثوا معه، ووقع الاتفاق بعد ذلك على أن هذه عقيدة سنية سلفية، فمنهم من قال ذلك طوعا، ومنهم من قاله كرها.

وورد بعد ذلك كتاب من السلطان فيه: إنما قصدنا براءة ساحة الشيخ، وتبين لنا أنه على عقيدة السلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>