للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هو عبارة عن نفرة الطبع عن المبغوض، فإذا قوي سُمي مقتًا، فكما يجب على الإنسان إذا رأى من هو ملازم على طاعة اللَّه تعالى أن يحبه للَّه، فكذا إذا رآه بعد ذلك مخالفًا للَّه تعالى في أوامره ونواهيه يجب عليه بغضه للَّه تعالى. (وأعطى) شخصًا (للَّه تعالى ومنع) عطاءه (للَّه تعالى فقد استكمل الإيمان) لمن حصلت فيه هذِه الخصال الأربع، فقد زالت منه الخصال النفسانية وظهرت فيه الخصال الرحمانية وخدمة المحبة والإعطاء على ضدهما كثير فيهما، إذ هذِه الصفات علامة على كمال إيمانه؛ لأن المحبة لأجل اللَّه لا تقع إلا بعد محبة اللَّه (١)، فإذا أحبه أحب من يحبه، وإذا أبغضه أبغض من يبغضه، ومن أحب اللَّه تعالى على الحقيقة أطاعه قطعًا، كما قال الشاعر:

لو كان حبك صادقًا لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع

[٤٦٨٦] (ثنا أبو الوليد) هشام بن عبد الملك (الطيالسي، ثنا شعبة، قال واقد) بن محمد بن زيد (بن عبد اللَّه) فهو منسوب لجد أبيه (أخبرني عن أبيه) (٢) محمد بن زيد بن عبد اللَّه بن عمر العمري المدني (أنه سمع) جده عبد اللَّه (ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- يحدث عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: لا ترجعوا بعدي) قال الطبري: معناه: بعد فراقي من موقفي هذا، وكان هذا يوم النحر بمنى في حجة الوداع. (كفارًا) قال أبو حاتم ابن حبان: لم يرد به الكفر الذي يخرج عن الملة، ولكن معنى هذا الخبر أن الشيء إذا كان له أجزاء يُطلق اسم الكل على بعض تلك الأجزاء، فكما أن الإيمان له شُعب،


(١) لفظ الجلالة ليس في (م).
(٢) فوقها في (ل): (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>