فليس حقيقة القلب في اللسان عكس الكون، كما زعم، وانما هو عكس الحركة، لأن الحركة إلى العلو عكس الحركة إلى السفل، وكذلك الحركة إلى اليمين عكس الحركة الي الشمال.
وقد عبرت العرب عن مجرد هذا المعنى بعينه، بالقلب، فقالوا: قلبت الصبي من المكتب، فانقلب وانقلب الرجل إلى أهله أي رجع اليهم،
قال الله تعالى:{واذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فاكهين}
[سورة المطففين الآية: ٣١]
وقال تعالى {فانقلبوا بنعمة من الله وفضل}[سورة آل عمران الآية: ٣١]
وقال:{وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}[سورة الشعراء الآية: ٣١]
وفي الحديث أن صفية، رضي الله عنها، أتت النبي صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه، فتحدثت معه ساعة، ثم قامت تنقلب فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلبها.
ومنه قول عثمان بن عفان لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما لما عاتبه على التأخير عن التهجير إلى الجمعة، يا أمير المؤمنين، انقلبت من السوق فسمعت النداء فما زدت على أن توضأت، الحديث.