ووجه الحديث: أن أبا مسعود، لما رأى المغيرة قد أخر الصلاة عن الوقت الذي صلاها جبريل عليه السلام بالنبي، صلى الله عليه وسلم، حين أقام له وقت الصلاة، وعلم أنه قد علم الوقت الذي صلاها فيه حين أقام له وقتها، كما علم هو ذلك، أنكر عليه فعله في تأخيرها عن ذلك الوقت وقرره على مخالفته للحديث مع علمه به، فقال له، موبخا على ذلك: ما هذا يا مغيرة، أليس قد علمت أن جبريل صلاها بالنبي عليه السلام حين أقام له وقت الصلاة، قبله؟ ولعلمه بأنه قد علم الوقت الذي صلاها جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم فيه، سكت عن أن يبين ذلك له في الحديث فيقول: اليس قد علمت أن جبريل نزل، فصلى فصلى رسول صلى الله عليه وسلم، في وقت كذا ثم صلى، فصلى الله عليه وسلم في وقت كذا، واكتفى بأن قال: أليس قد علمت أن جبريل نزل فصلى الله عليه وسلم ثم صلى، فصلى الله عليه وسلم الحديث وفهم المغيرة ذلك من مراده، فسلم له بقيام الحجة عليه، فهذا وجه حجة أبي مسعود عليه بالحديث. فالنكتة، التي هي موضع الحجة تقريره على العلم بالوقت، الذي صلى فيه جبريل بالنبي عليه السلام، بقوله: أليس قد علمت؟ وتوفيقه على أنه آخرها عن ذلك الوقت.
هذا بين من مساق الحديث، مفهوم من فحواه، قائم من معناه يجرى مجرى النص وان لم يكن في الحديث نصا.