للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٣ - باب ما جاء عن النبى - صلى الله عليه وسلم - وعن السلف]

فى ترك قبول ما يخالف الكتاب والسنة وحجة العقل (١):

عبد الله بن عامر الأسلمى، عن عطاء بن أبى مروان، عن أبيه، أنه سمع عمر يقول: أخرج بالله على رجل راوّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا العمل على غيره.

هذا قوله فى الأحكام، فما ظنك بقوله فى التوحيد والعدل، وفيما تصححه العقول وإن ارتفعت الأخبار.

عبد الحميد بن جعفر: عن أبيه، عن محمود بن لبيد، قال: سمعت عثمان على المنبر يقول: لا يحل لأحد يروى حديثًا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم أسمع به فى عهد أبى بكر ولا عهد عمر، فإنه لم يمنعنا أن نحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أكون أوعى لأصحابه عنه، إلا أنى سمعته يقول: "من قال علىَّ ما لم أقل فقد تبوأ مقعده من النار" (٢).

وروى أبو بكر بن إسماعيل، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب، عن علىّ أمير المؤمنين قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحديث عنى ما تعرفون" (٣).

وروى خارجة، عن عبد الله، عن داود بن الحصين، عن أبى عطاء قال: سمعت مروان سئل زيد بن ثابت عن حديث روى له فأنكره زيد، وقال: أصلح الله الأمير ابق هذه الأحاديث التى [١٦/أ] لم يحدث بها على عهد الخلفاء المهديين.

عبد الرحمن بن أبى زياد: عن أبيه قال: رأيت عمر بن عبد العزيز جمع الفقهاء فجمعوا له أشياء من السنن، فإذا جاء الشئ الذى ليس العمل عليه قال: هذه زيادة ليس العمل عليها.


(١) قلت: والله أعلم حجة العقل الذى يعلم الشرع، وليس عقول البشر الذين يتبعون أهواءهم، بل والحجة التى لها سند شرعى، وليس من افتعال البشر، فليس كل ما يعقله العقل صواب، وليس كل ما يرى العقل بطلانه باطل، فقد يقصر العقل، وهذا أمر طبيعى، فالبشر هم أهل نسيان وغفلة والا لما تجاوز الله عنهم، ولا يقدم العقل على النقل فيما ندين به لله تعالى، وإن قدم العقل آخرون فالله نسأله السلامة.
(٢) سبق الحديث فى الباب السابق كثيرًا وذكر مواضعه.
(٣) ذكره الهيثمى فى مجمع الزوائد (١/ ١٣٥): "باب معرفة معنى الحديث بلغة قريش". من حديث على وقال: الحديث على ما تعرفون، وقال: رواه الطبرانى فى الأوسط وفيه روح بن صلاح، وثقه ابن حبان والحاكم وضعفه ابن عدى وبقية رجاله ثقات. ذكره المتقى الهندى فى الكنز برقم (٢٩٢٥٠). ونسبه للطبرانى أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>