للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢ - أبو موسى الأشعرى (١)


= فقيل له: تب، تب، فقال: تبت. فغابت الحية فلم ير لها أثر. إسنادها أئمة. قلت: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}.
(١) قال الذهبى فى سير أعلام النبلاء (٢/ ٨٢): أبو موسى الأشعرى، عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب، الإمام الكبير، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أبو مرسى الأشعرى التميمى الفقيه المقرئ: وهو معدود فيمن قرأ على النبى - صلى الله عليه وسلم -، أقرأ أهل البصرة، وأفقههم فى الدين، قرأ عليه حطان بن عبد الله الرقاشى، وأبو رجاء العطاردى.
ففى الصحيحين عن أبى بردة بن أبى موسى، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلاً كريمًا" وقد استعمله النبى - صلى الله عليه وسلم - ومعاذا على زبيد وعدن، وولى إمرة الكرفة لعمر، وإمرة البصرة، وقدم ليالى فتح خيبر، وغزا وجاهد مع النبى - صلى الله عليه وسلم - وحمل عنه علمًا كثيرًا.
وقال الشعبى يؤخذ العلم عن ستة: عمر، وعبد الله، وزيد، يشبه علمهم بعضه بعضًا، وكان علىّ، وأُبىّ، وأبو موسى يشبه علمهم بعضه بعضًا، يقتبس بعضهم من بعض.
وقال داود عن الشعبى فضاة الأمة: عمر، وعلى، وزيد، وأبو موسى. أيوب عن محمد، قال عمر: بالشام أربعون رجلاً، ما منهم رجل كان يلى أمر الأمة إلا أجزاه، فأرسل إليهم، فجاء رهط، فيهم أبو موسى، فقال: إنى أرسلك إلى قوم عسكر الشيطان بين أظهرهم، قال: فلا ترسلنى، قال: إن بها جهادًا ورباطًا فأرسله إلى البصرة. قال الحسن البصرى: ما قدمها راكب خير لأهلها من أبى موسى.
قال ابن شوذب: كان أبو موسى إذا صلى الصبح، استقبل الصفوف رجلاً رجلاً يقرئهم، ودخل البصرة على جمل أورق وعليه خرج لما عزل.
قتادة عن أنس: بعثى الأشعرى إلى عمر فقال لى: كيف الأشعرى؟ قلت: تركته يعلم الناس القرآن، فقال: أما إنه كيس ولا تسمعها إياه.
مجالد عن الشعبى قال: كتب عمر فى وصيته: ألا يقر لى عامل أكثر من سنة، وأقروا الأشعرى أربع سنين. قال الذهبى: ولا ريب أن غلاة الشيعة يبغضون أبا موسى، رضى الله عنه، لكونه ما قاتل مع على، ثم لما حكمه علىُّ على نفسه عزله وعزل معاوية، وأشار يابن عمر فما انتظم من ذلك حال. قال أبو صالح السمان: قال علىّ: يا أبا موسى احكم ولو على حز عنقى.
زيد بن الحباب: حدثنا سليمان بن المغيرة البكرى، عن أبى بردة، عن أبى موسى، أن معاوية كتب إليه: أما بعد، فإن عمرو بن العاص قد بايعنى على ما أريد، وأقسم بالله، لئن بايعتنى على الذى بايعنى لأستعملن أحد ابنيك على الكوفة والآخر على البصرة، ولا يغلق دونك باب ولا تقضى دونك حاجة، وقد كتب إليك بخطى فاكتب إلىَّ بخط يدك. فكتب إليه: أما بعد فإنك كتبت إلى فى جسيم أمر الأمة، فماذا أقول لربى إذا قدمت عليه. ليس لى فيما عرضت من حاجة والسلام عليك.
قال أبو بردة: فلما ولى معاوية أتيته، فما أغلق دونى بابًا، ولا كانت لى حاجة إلا قضيت. قال الذهبى: قد كان موسى صوامًا، قوامًا، ربانيًا، زاهدًا عابدًا، ممن جمع العلم والعمل والجهاد وسلامة الصدر، لم تغيره الامارة، ولا اغتر بالدنيا.
وقال ابن عون: عن الحسن قال: كان الحكمان أبا موسى، وعمرًا وكان أحدهما يبتغى=

<<  <  ج: ص:  >  >>