للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولى قضاءها، فجوروه، ووصفوا طيشه وفظاظته إذا قعد الخصمان بين يديه.

وفيه يقول يحيى بن نوفل (١):

وسل علينا قاسم سيف باتر ... يرجى التشفى بالقضاء من الوتر

وليس له في المصر حق مطالب ... فيقصد بالعل المخوف إلى المصر

يصول على المظلوم فوق بساطة ... ويحيى في الهيجاء عن ربه الخدر (٢)

* * *

٣٧ - الزهرى (٣)


= قال الأعمش: كنت أجلس إليه وهو قاض. وقال محارب بن دثار: صحبناه إلى بيت المقدس مفضلنا بكثرة الصلاة وطول الصمت والسخاء.
قال الذهبي: وما كان يأخذ على القضاء رزقا كان في كفاية.
قال ابن عيينة: قلت لمسعر: من أشد من رأيت توقيًا للحديث؟ قال: القاسم بن عبد الرحمن.
قلت ترجمته في: تهذيب التهذيب (٨/ ٣٢١)، تاريخ الإسلام (٤/ ٢٩٣)، ميزان الاعتدال (٣/ ٣٧٤)، سير أعلام النبلاء (٥/ ١٩٥)، التاريخ الكبير للبخارى (٧/ ١٥٨)، والصغير (١/ ٢٦٥) الجرح والتعديل (٧/ ١١٢).
(١) يحيى بن نوفل: هو من حمير، ويكنى أبا معمر، ويقال: إنه كان أولًا ينتمى إلى ثقيف، فلما ولى الحجاج، خالد بن عبد الله القسرى العراق ادعى أنه من حمير.
وكان سليط اللسان والهجاء، ألهب كثيرًا من الناس بهجاءه، حتى كأنه لم يمدح أحدًا، وهجى بلال بن أبي بردة بن أبي موسى قائلاً:
أبلال إنى رابنى من شأنكم ... قول تزينه وفعل منكر
مالي أراك إذا أردت خيانة ... جعل السجود وبحر وجهل يظهر
متخشعًا طبنا لكل عظيمة ... تتلو القرآن وأنت ذئب أغبر
وقال أيضًا في هحاءه لبلال:
فأما بلال فان الجذام ... حللل ما جاز فيه الوريدا
فانقع في السمن أوصاله ... كما أنقع الأدمون الثريدا
فأكسد سمن تجار العراق ... علينا فأصبح فينا كسيدا
انظر الشعر والشعراء لابن قتيبة طبعة دار الحديث المصري: (٢ /ت ١٧).
(٢) لم أقف على شعره هذا, ولا على قولهم في جوره وظلمه، بل وقفت على عكسه، وذكرته في الترجمة، والله أعلم:
(٣) محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب ابن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب، الإمام العلم، حافظ زمانه، أبو بكر القرشى الزهري المدني، نزيل الشام. ولد سنة خمسين أو واحد وخمسين، روى عن بعض الصحابة كابن عمر، وجابر بن عبد الله ويحتمل أن يكون سمع من أبي هريرة وأرسل عن أخرين، كرافع بن خديج، وعبادة بن الصامت قلت: وهو غنى عن الترجمة. انظر: سير أعلام النبلاء (٥/ ٣٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>