للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأتى بقدح فشرب، فقال رجل على رأسى الأمير بالقبطية: يتورع من الشرب من زجاج ولم يتورع من قتل عمار.

* * *

٢٩ - عطاء بن أبي رباح (١)

علي بن المديني قال: سمعت يحيى يقول: مرسلات مجاهد أحب إلىَّ من مرسلات عطاء بكثير، كان عطاء يأخذ عن كل ضرب (٢). قال: وسألت يحيى عن


= روى حماد بن سلمة عن كلثوم بن جبر عن أبي غادية قال: سمعت عمارًا يشتم عثمان، فتوعدته بالقتل، فرأيته يوم صفين يحمل على الناس، فطعنته فقتلته. وأخبر عمرو بن العاص، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قاتل عمار وسالبه في النار".
قال الذهبي: رحم الله الصحابة أجمعين، ووقى الله ألسنتنا من الخوض في ما كان من الفتن بينهم.
قال عثمان بن أبي العاتكة: رمى العدو الناس باللفظ فقال معاوية: أما إذ فعلوها، فافعلوا، فكانوا يترامون بها. فتهيأ رومى لرمى سفينة أبي الغادية في طنجير فرماه أبو الغادية بسهم فقتله، وخر الطنجير في سفينتهم فاحترقت بأهلها كانوا ثلاث مائة، فكان يقال: رمية بسهم أبي الغادية قتلت ثلاثمائة نفس.
قلت ترجمته في: الإصابة (١١/ ٢٨٩) أسد الغابة (٦/ ٢٣٧) تاريخ الإسلام (٢/ ٢٥٤) التاريخ لابن معين (٩/ ٧)، سير أعلام النبلاء: (٢/ ٥٤٤).
(١) هو الإمام شيخ الإسلام، مفتى الحرم، أبو محمد القرشى مولاهم المكى، يقال: ولاؤه لبنى جمع، كان من مولدى الجند ونشأ بمكة، ولد في أثناء خلافة عثمان.
قال علي بن المديني: اسم أبي رباح أسلم مولى حبيبة بنت ميسرة بن أبي خثيم.
وقال ابن سعد: مولى لبنى فهو أو بني جمع، انتهت فتوى أهل مكة إليه، وإلى مجاهد، وأكثر ذلك إلى عطاء. وقال: سمعت بعض أهل العلم يقول: كان عطاء أسود أعور، أفطس أشل، أعرج، ثم عمى، وكان ثقة فقيهًا عالمًا، كثير الحديث.
قال أبو داود: أبوه نوبي، وكان يعمل المكاتل، وكان عطاء أعور أشل، أفطس، أعرج، أسود، قال: وقطعت يده مع ابن الزبير. وعن خالد بن أبي نوف، عن عطاء قال: أدركت مائتين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال بشر بن السرى عن عمرو بن سعيد عن أمه: أنها رأت النبي - صلى الله عليه وسلم -
في منامها، فقال لها: سيد المسلمين عطاء بن أبي رباح. مات رحمه الله تعالى سنة ١١٤ أو ١١٥.
قلت ترجمته في: تاريخ البخاري (٦/ ٤٦٣) وفيات الأعيان (٣/ ٢٦١)، الجرح والتعديل (٦/ ٣٣٠)، تاريخ الإسلام (٤/ ٢٧٨)، ميزان الاعتدال (٣/ ٧٠)، تهذيب التهذيب (٧/ ١٩٩)، طبقات ابن سعد (٥/ ٤٦٧)، سير أعلام النبلاء (٥/ ٧٨).
(٢) ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء وفي الميزان. وقال: الفضل بن زياد عن أحمد بن حنبل قال: ليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن وعطاء عن أبي رباح كانا يأخذان عن كل أحد، ومرسلات ابن المسيب أصح المرسلات، ومرسلات إبراهيم النخعى لا بأس بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>