للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٩ - عكرمة (١)

روى الكرابيسى، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده، أنه سمع سعيد بن المسيب يقول لغلامه بّرد (٢): لا تكذب علىّ كما كذب عكرمة على ابن عباس.

قال الدورى: قلت ليحيى بن معين: كان مالك بن أنس يكره عكرمة؟ قال: نعم،


= قلت: فكيف يكون هذا الكلام صحيح وهو كان قاضيًا أيام عمر وعثمان، وقيل: إنه أدرك النبى - صلى الله عليه وسلم -.
(١) قال الذهبى فى سير أعلام النبلاء (٥/ ١٢): العلامة الحافظ، المفسر، أبو عبد الله القرشى، مولاهم المدنى، البربرى الأصل. قيل: كان لحصين بن أبى الحر العنبرى فوهبه لابن عباس.
قال أبو نعيم فى حلية الأولياء (٣/ ٣٢٦): ومنهم مفسر الآيات المحكمة، ومنور الروايات المبهمة، أبو عبد الله مولى ابن عباس عكرمة، كان فى البلاد جولاً، ومن علمه للعباد بذالاً.
حدثنا أبو على محمد بن أحمد بن الحسين، حدثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة، حدثنا سعيد بن عمرو، أخبرنا حماد بن زيد، عن الزبير بن الحارث، عن عكرمة، قال: كان ابن عباس يجعل فى رجلى الكبل ويعلمنى القرآن والسنن.
حدثنا أبو على الصواف، حدثنا محمد بن عثمان العبسى، حدثنا منجاب بن الحارث، حدثنا على بن مسهر، عن إسماعيل بن أبى خالد، قال: سمعت الشعبى يقول: ما بقى أحد أعلم بكتاب الله تعالى من عكرمة.
حدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنى أبى، حدثنا عبد الصمد، حدثنا سلام بن مسكين، قال: سمعت قتادة يقول: أعلمهم بالتفسير عكرمة.
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا أبو جعفر بن أبى شيبة، حدثنا أبى، حدثنا جرير، عن مغيرة، قال: قيل لسعيد بن جبير: تعلم أحدًا أعلم منك؟ قال نعم: عكرمة، قال: فلما قتل سعيد قال إبراهيم: ما خلف بعده مثله.
قلت: وله من المناقب ما يملأ صفحات كثيرة من كتب التراجم، ولو سجلتها هنا لطال بنا المقام. وهو غنى عن الكلام. قلت وترجمته فى: سير أعلام النبلاء (٥/ ٩ ت)، طبقات ابن سعد (٥/ ٢٨٧)، تاريخ البخارى الصغير (١/ ٢٥٧، ٢٥٨)، الجرح والتعديل (٧/ ٧)، تاريخ الإسلام (٤/ ١٥٦)، دول الاسلام (٧٥)، تهذيب التهذيب (٧/ ٢٦٣)، تاريخ الفسوى (٢/ ٥)، حلية الأولياء، تذكرة الحفاظ (١/ ٩٥)، ميزان الاعتدال (٣/ ٩٣).
(٢) قال ابن حبان فى ترجمة برد فى الثقات: أهل الحجاز يطلقون: "كذب"، فى موضع: "أخطأ"، ويؤيد ذلك إطلاق عبادة بن الصامت قوله: كذب أبو محمد لما أخبر أنه يقول: الوتر واجب، فإن أبا محمد لم يقله رواية، وإنما قاله اجتهادًا، والمجتهد لا يقال له: إنه كذب، وإنما قال: إنه أخطأ.
قلت: وساق هذا القول الذهبى فى السير، ويعقوب هو ابن إبراهيم بن سعد. وقال إسحاق بن الطباع سألت مالكًا: أبلغك أن ابن عمر قال لنافع: لا تكذب على كما كذب عكرمة على عبد الله؟ قال: لا ولكنى بلغنى أن سعيد بن المسيب قال ذلك لبرد مولاه.
قال الذهبى: هذا أشبه ولم يكن لعكرمة ذكر أيام ابن عمر ولا كان تصدى للرواية.

<<  <  ج: ص:  >  >>