للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٤ - هشيم (١)

الأمر فى تدليسه مشهور، وقال يحيى بن معين: إنه روى عن الحسن بن عبيد الله [٦١ /ب] ولم يدركه، ولم يدرك ثباتا، ولا زكريا بن أبى العسل وحدث عنه، ولم يسمع من خالد بن سلمة، ولا من زاذان، أى منصور بن زاذان (٢).


(١) هو هشيم بن بشير بن أبى حازم، واسم أبى خازم قاسم بن دينار، الإمام شيخ الإسلام، محدث بغداد وحافظها، أبو معاوية السلمى مولاهم الواسطى.
قال الذهبى: ولد سنة أربع ومائة، قال وهب بن جرير: قلنا لشعبة: نكتب عن هشيم؟ قال: نعم ولو حدثكم عن ابن عمر فصدقوه.
قال أحمد بن حنبل: لزمت هشيمًا أربع سنين أو خمساً، ما سألته عن شئ إلا مرتين هيبة له وكان كثير التسبيح بين الحديث، يقول بين ذلك: لا إله إلا الله يمد بها صوته، وعن عبد الرحمن بن مهدى قال: كان هشيم أحفظ للحديث من سفيان الثورى.
وقال يزيد بن هارون: ما رأيت أحداً أحفظ للحديث من هشيم إلا سفيان إن شاء الله، قال أحمد بن عبد الله العجلى: هشيم ثقة يعد من الحفاظ وكان يدلس.
قال ابن أبى الدنيا: حدثنى من سمع عمرو بن عون يقول: مكث هشيم يصلى الفحر بوضوء العشاء قبل أن يموت عشرين سنة، وقال عبد الله بن المبارك: من غير الدهر حفظه فلم يغير حفظ هشيم.
قال يحيى بن أيوب العابد: سمعت نصر بن بسام وغيره من أصحابنا، قالوا: أتينا معروفاً الكرخى فقال: رأيت النبى - صلى الله عليه وسلم - فى المنام وهو يقول لهشيم: "جزاك الله عن أمتى خيراً" فقلت لمعروف: أنت رأيت؟ قال: نعم، هشيم خير مما نظن.
قال أحمد بن حنبل: ليس أحد أصح حديثًا من هشيم عن حصين، وقال عبد الرحمن بن مهدى: حفظ هشيم عندى أثبت من حفظ أبى عوانة، وكتاب أبى عوانة أثبت.
انظر: التاريخ الكبير (٨/ ٢٤٢)، تاريخ الطبرى (١/ ٨٧، ١٨٦، ٣/ ٢١٦)، تاريخ بغداد (١٤/ ٨٥)، تذكرة الحفاظ (١/ ١٤٨)، طبقات المدلسين (١٨)، طبقات المفسرين (٢/ ٣٥٢)، الفهرست (١/ ٢٨٨)، تهذيب الكمال (٣٠/ ٢٧٢)، تهذيب التهذيب (١١/ ٥٢)، تقريب التهذيب (ت ٧٣٣٨)، ميزان الاعتدال (٤ /ت ٩٢٥٠)، الكاشف (٣ /ت ٦٠٨٠)، الكامل فى التاريخ (٦/ ١٦٥)، العبر (١/ ٢٨٦)، سير أعلام النبلاء (٨/ ٢٨٧).
(٢) قال الذهبى: كان رأسًا فى الحفظ إلا أنه صاحب تدليس كثير قد عرف بذلك.
قال أحمد بن حنبل: لم يسمع هشيم من يزيد بن أبى زياد، ولا الحسن بن عبيد الله، ولا من أبى خالد، ولا من سيار، ولا موسى الجهنى، ولا من على بن زيد بن جدعان، ثم سمى جماعة كثيرة يعنى فروايته عنهم مدلسة.
قال الحافظ فى مقدمة "فتح البارى" صـ ٤٤٩: هشيم بن بشير الواسطى أحد الأئمة، متفق على توثيقه، إلا أنه كان مشهوراً بالتدليس، وروايته عن الزهرى خاصة لينة عندهم، فأما التدليس فقد ذكر جماعة من الحفاظ أن البخارى كان لا يخرج عنه إلا ما صرح فيه بالتحديث، واعتبرت هذا فى حديثه فوجدته كذلك، إما أن يكون قد صرح به فى نفس الإسناد، أو صرح به من وجه آخر، وأما روايته عن الزهرى فليس فى الصحيحين منها شئ.

<<  <  ج: ص:  >  >>