للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن المدينى: لم أر أحد أشد تدليسًا من هشيم، كان يراوى صاحبه أبدًا حتى يمر ما يريد أن يدلسه، وربما قال: حدثنا المغيرة يوهم الناس أنه يقول: أخبرنا (١).

قال: وقال سليمان: مشيت مع هشيم ليلاً فقلت: أتحفظ عن مغيرة، عن إبراهيم: يتخذ الرجل فى داره الحمام وما يشاء؟ قال: لا، من حدثك بهذا؟ قلت: حدثنى يحيى عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: فلما كان من الغد أمرت المستملى فقلت: سله عن حديث مغيرة، عن إبراهيم: يتخذ الرجل فى بيته الحمام وما شاء؟ ، قال: فمر فيه فقلت لأصحابى: ما حدثكم إلا عنى عن يحيى، عن سفيان، عن مغيرة.

أحمد بن عاصم قال: دخل ابن المبارك على هشيم فقال: يا أبا معاوية الأمان، قال: ما لك أبا عبد الرحمن؟ ، فقلت: من التدليس، فقال: أعليك، فلما خرج قال: تأبط أبو عبد الرحمن على ابنتى، سمعت أحمد بن عاصم قال: قال يزيد، يعنى ابن هارون: هشيم رأس المدلسين (٢).

سليمان بن حبيب قال: صار عبد الرحمن بن مالك بى ووكيع إلى هشيم فقالا له: يجب أن تحدثنا عشرة غير مدلسة، فحدثهما، فلما خرجا من عنده، قال: هذا كيس أهل البصرة، وهذا كيس أهل الكوفة، سمعا عشرة أربعة منها مدلسة. ابن أبى خيثمة: حدثنا ابن الأصفهانى قال: بلغنى عن عباد أنه قال: عندى حديث من حديث سفيان بن حسين عن يونس، عن الحسن ما يمنعنى أن أحدث به إلا مخافة أن يأخذه هشيم، فيحدث به ويطرحنى ويطرح سفيان بن حسبين ويحدث به عن يونس (٣).

قال: وسئل يحيى بن معين عن أبى إسحاق الذى روى عنه هشيم، عن أبى قيس، عن هذيل، عن عبد الله: "فى مس الذكر"، قال: هشيم لم يلق السبيعى وإنما يدلس عن أبى إسحاق الكوفى (٤).


(١) سبق الإشارة إلى أنه متفق على أنه مدلس.
(٢) انظر الترجمة.
(٣) انظر الترجمة.
(٤) هو عبد الله بن ميسرة أبو ليلى الحارثى الكوفى، ويقال الواسطى، روى عن الشعبى وأبى جرير قاضى سحستان، وموسى بن أنس، وأبى عكاشة الهمدانى وجماعة، وعنه هشيم، وكناه أبا إسحاق وتارة أبا عبد الجليل، ووكيع بن الجراح، وسريج بن النعمان، وأحمد بن يونس، وعبيد الله بن موسى، ومسلم بن إبراهيم وغيرهم.
قال الدورى عن ابن معين: أبو إسحاق الذى روى عنه هشيم هو عبد الله بن ميسرة وهو ضعيف الحديث، وقد روى عنه وكيع وربما قال هشيم: حدثنا أبو عبد الجليل، وهو عبد الله =

<<  <  ج: ص:  >  >>