هو عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبىُّ أبو القاسم البلخى، العلَّامة شيخ المعتزلة،
المعروف بالكعبىُّ، ولد سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
من نظراء أبى على الجُبَّائى وكان يكتب الإنشاء لبعض الأمراء وهو أحمد بن سهل متولِّى نيسابور، فثار أحمد ورام الملك، فلم يتم له، وأخذ الكعبى وسُجن مدة، ثم خلصه وزير بغداد علىُّ بن عيسى، فقدم بغداد وناظر بها.
قال الخطيب البغدادى: رأيت له كتابًا فى (تفسير القرآن المجيد)، على رسم لم يسبق إليه، فى اثنى عشر مجلدا، وكتاب (مفاخر خراسان)، و (محاسن الطّاهر)، وكتاب (عيون المسائل) تسع مجلدات، وكتاب (أوائل الأدلة)، وكتاب (تجديد الجدل)، وكتاب (نقض كتاب أبى على الجبائى فى الإرادة)، وكتاب (أدب الجدل)، وكتاب (السنة والجماعة)، وكتاب (الفتاوى الواردة من جرُجان والعراق)، وكتاب (نقض النقض على المُجَبِّرة)، وكتاب (الجوابات)، وكتاب (الانتقاد للعلم الإلهى على محمد بن زكريا)، وكتاب (تحف الوزراء)، وكتابه هذا:(قبول الأخبار ومعرفة الرجال).
ذكر له ابن النديم كتبًا منها:(تأييد مقالة أبى الهذيل)، وذكر المستغفرى أنه صنف (كتابًا فى العروض)، يعيب فيه أشياء على الخليل بن أحمد، قال ابن النديم فى (الفهرست): إليه تنسب الطائفة البلخية، وأخذ الكلام عن أبى الحسين الحنّاط.
وقال ابن حزم فى (الملل والنحل): انتهت إليه رئاسة المعتزلة وإلى أبى على الجُبَّائى، وإلى أبى بكر الإخشيد.
قال الخطيب البغدادى فى (تاريخه) نقلاً عن أبى سعيد إلاصطخرى: ما رأيت أجدل من الكعبى. وقال الخطيب: هو من متكلمى المعتزلة البغدادى وأقام ببغداد مدة طويلة، واشتهرت بها كتبه ثم عاد إلى بَلخْ فأقام بها إلى حين وفاته.
وتوفى رحمه الله فى أول شعبان سنة تسع عشرة وثلاثمائة.