قلت ترجمته فى: طبقات ابن سعد (٧/ ٩١)، أسد الغابة (٤/ ٤٧٩)، أخبار القضاة (١/ ٢٧٤)، الجرح والتعديل (٧/ ١٦٢)؛ التاريخ الكبير (٧/ ٢٢٣). (١) قلت: هذه إحدى المغالطات والسخافات، فلقد استقضاه عمر بن الخطاب على البصرة، وروى له ابن سيرين أحكامًا وأخبارًا فى ذلك، بل وقيل: إنه أدرك النبى - صلى الله عليه وسلم -. روى الشعبى أن كعب بن سور كان جالسًا عند عمر بن الخطاب، فجاءت امرأة فقالت: ما رأيت قط رجلاً أفضل من زوجى، إنه ليبيت ليله قائمًا، ويظل نهاره صائمًا فى اليوم الحار ما يفطر، فاستغفر لها عمر وأثنى عليها، وقال: مثلك أثنى بالخير، وقاله، فاستحيت المرأة وقامت راجعة، فقال كعب بن سور: يا أمير المؤمنين، هلا أعديت المرأة على زوجها إذ جاءتك تستعديك؟ ! قال: أكذلك أرادت؟ قال: نعم، قال: ردوا علىّ المرأة، فردت، فقال: لا بأس بالحق أن تقوليه، إن هذا يزعم أنك جئت تشكين أنه يجتنب فراشك، قالت: أجل، إنى امرأة شابة وإنى أبتغى ما يبتغى النساء، فأرسل إلى زوجها فجاء، فقال لكعب: اقضى بينهما، فقال: أمير المؤمنين أحق أن يقضى بينهما، فقال: عزمت عليك لتقضى بينهما، فإنك فهمت من أمرهما ما لم أفهم، فقال: إنى أرى لها يومًا من أربعة أيام، كان زوجها له أربع نسوة، فإذا لم يكن له غيرها، فإنى أقضى له بثلاثة أيام ولياليهن يتعبد فيهن، ولها يوم وليلة، فقال عمر: والله ما رأيت الأول بأعجب من رأيك الآخر، اذهب فأنت قاضى على أهل البصرة، وكتب إلى أبى موسى بذلك، فقضى بين أهلها إلى أن قتل عمر، ثم خلافة عثمان، فلم يزل قاضيًا عليها إلى أن قتل يوم الجمل مع عائشة. خرج بين الصفين معه مصحف فنشره وجعل يناشد الناس فى دمائهم، وقيل: بل دعاهم إلى حكم القرآن، فأتاه سهم غرب فقتله، قيل: كان المصحف معه وبيده خطام الجمل، فأتاه سهم فقتله وله فى قتال الفرس أثر كبير.=