للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يشهدون بما كان من حجر، فجعل زياد لا يضعه ذلك، فقام أبو بردة فقال: أشهد أنه خلع العهد، ونكث البيعة، وفارق الجماعة، وكفر كفرة صلعاء حل فيها دمه.

فقال زياد: اكتبوا شهادتهم على مثل شهادة أبي بردة (١).

قال: وقال بعضهم: رأيت أبا بردة بواسط نظر إلى أبي الغادية المزني قاتل عمار بن

ياسر فقال: أرني يدك التي قتلت بها عمار بن ياسر حتى أقبلها (٢).

ابن أبي خيثمة: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا ربيعة بن كلثوم (٣)، حدثني أبي وذكر حديثًا قال: فاستسقى أبو غادية (٤) ماء، فأتى بماء في إناء زجاج، فأبى أن يشرب


= الشهيد له صحبة ووفادة. قتل في عهد معاوية بن أبي سفيان بعد خروجه على زياد بن أبيه، وكان رضي الله عنه شريفا أميرًا مطاعًا أمارًا بالمعروف، مقدمًا على الإنكار، من شيعة على رضي الله عنهما شهد صفين أميرًا وكان ذا صلاح وتعبد.
وهو الذي فتح مرج عذراء وعندها قتل، وندم معاوية على قتله وبكى ابن عمر لما قتل حجر وعاتبت أم المؤمنين معاوية فيه وتوسطت له عنده، ولكن كان قد قتل مع بعض أصحابه بعد ما طلب من قاتليه أن يصلى ركعتين فصلى ثم قتلوه مع سبعة، وكان رسول معاوية إلى قاتلهم قد جاء بالعفو عنهم لكن بعد ما قتل حجرًا رضي الله عنه ونجا من كان حيًا منهم.
وأنشد فيه شعرًا ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء منه:
ترفع أيها القمر المنير ... ترفع هل ترى حجرًا يسير
يسير إلى معاوية بن حرب ... ليقتله كما زعم الخبير
تجبرت الجبابر بعد حجر ... فطاب لها الخورنق والسدير
وترجمته في طبقات ابن سعد: (٦/ ٢١٧) التاريخ الكبير (٣/ ٧٢)، الجرح والتعديل (٣/ ٢٦٦) أسد الغابة (١/ ٤٦١)، الكامل (٣/ ٤٧٢)، تاريخ الإسلام (٢/ ٢٧٥)، سير أعلام النبلاء (٣/ ٤٦٢).
(١) ذكر ابن سعد في "الطبقات" قصة مقتل "حجر" رضي الله عنه، وأن زياد بن أبيه جمع سبعين شهدوا عليه وعلى خروجه هو وأصحابه، ولم يذكر أسماء هؤلاء الشهود، فالله أعلم. أكان منهم أبو بردة أم لم يكن، وساق القصة أيضًا الذهبي في "السير".
وجاء في ترجمة أبي بكر بن أبي موسى أنه كان يرى مذهب أهل الشام، أي الانحياز إلى سيدنا معاوية على غيره من الصحابة رضي الله عن الجميع، وكان يقول لأبي الغادية مرحبًا بأخى ويجله بجواره.
(٢) لم أقف على هذا، وأظنه والله أعلم كذب أبو بردة، إذ لا يستقيم هذا مع حاله والله أعلم. ولقد جاء المصنف بهذا من غير إسناد، فهذا الكلام واضح الكذب، إذ ليس له صاحب يحكم عليه.
(٣) صدوق يهم من السابعة التقريب: (١/ ٢٤٨).
(٤) هو الصحابي أبو الغادية من مزينة وقيل من جهينة شهد الحديبية.
قال البخاري وغيره: له صحبة. وله أحاديث مسندة، وروى له الإمام أحمد في المسند: (٤/ ٧٦، ٥/ ٦٨). =

<<  <  ج: ص:  >  >>