للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولى قضاء الكوفة، فحكم على الملاعنة برد ما قبضت من زوجها من الصداق عليه، وطاف به الحجاج على خلق المسجد ينادى بالكذب والخطأ على نفسه، وفي ذلك [أنشد] (١) كثير بن كثير السهمى:

وسن أبو برد على الناس سنة ... مضللة يقتاسها كل فاجر

وحرم فرجًا قد قضى بصداقة ... وما يستحل الظلم من فرج كافر

فلولا سعيد ردها ما استقالها ... وللجهل خير من حكومة جائر

وقال ابن المدينى: كان أبو بردة قاضيًا للحجاج، وكانت إليه قطائع معاوية وضباعة، وكان جعل سعيد بن جبير معه يشاوره (٢).

قال: وهو الذي شهد على حجر بن على (٣) عند زياد، وذلك أن القوم جعلوا


= وقال علي بن المديني عن سفيان: سأل عمر بن عبد العزيز أبا بردة بن أبي موسى كم أتى عليك؟ قال: أشدان، يعني أربعين وأربعين، وفي تهذيب التهذيب اثنان وثمانون سنة. وقال العجلي: كان على قضاء الكوفة بعد شريح، وكان كاتبه سعيد بن جبير، وعزله الحجاج وولى أخيه أبو بكر.
وأورد الذهبي في "السير": أحمد بن عبد الرحمن بن وهب: حدثنا عمى، حدثني عبد الله بن عياش، عن أبيه، أن يزيد بن المهلب لما ولى فرسان قال: دلونى على رجل كامل الخصال الخير، فدل على أبي بردة الأشعرى، فلما جاء، رأه رجلًا فائقًا فلما كلمه رأى من مخبرته أفضل من مرأته فقال: إنى وليتك كذا وكذا من عملي فاستعفاه فأبى أن يعفيه، فقال: أيها الأمير ألا أخبرك بشيء حدثنيه أبي، إنه سمعه من رسول الله- صلى الله عليه وسلم -؟ قال: هاته. قال: إنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من تولى عملًا وهو يعلم أنه ليس لذلك العمل بأهل، فليتبوأ مقعده من النار". وأنا أشهد أيها الأمير أنى لست بأهل لما دعوتنى إليه.
فقاله: ما زدت على أن حرضتنا على نفسك ورغبتنا فيك، فأخرج إلى عهدك فإنى غير معفيك فخرج ثم أقام فيهم ما شاء الله أن يقيم، فاستأذن في القدوم عليه، فأذن له، فقال: أيها الأمير ألا أحدثك بشيء حدثنيه أبي سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: "ملعون من سُئل بوجه الله، وملعون من سأل بوجه الله، ثم منع سائله ما لم يسأل هجرًا". وأنا سائلك بوجه الله إلا ما أعفيتنى أيها الأمير من عملك فأعفاه.
قلت وترجمته في: تهذيب التهذيب (١٢/ ١٨)، تذكرة الحفاظ (١/ ٨٩)، وفيات الأعيان (٣/ ١٠) تاريخ الإسلام (٤/ ٢١٦)، طبقات ابن سعد (٦/ ٢٦٨) تاريخ البخاري (٤٤٧١٦)، سيرِ أعلام النبلاء (٤/ ٣٤٣ , ٥/ ٥).
(١) ما بين المعقوفتين أثبتها لحاجة السياق إليها، وأظن أنها ساقطة من الناسخ والله أعلم.
(٢) ذكر الذهبي أنه كان قاضيًا للحجاج على الكوفة، وأن سعيد بن جبير كان كاتبه، ولم أقف علي قول ابن المديني هذا، والله أعلم.
(٣) حجر بن عدى بن جبلة بن على بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية الكندى وهو حجر الخير. وأبوه عدى الأدبر وكان قد طعن موليا فسمى الأدبر الكوفي، أبو عبد الرحمن =

<<  <  ج: ص:  >  >>