للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روى هذا الحديث القتيبى فى "كتاب المعارف"، وقال فى كتاب آخر: حدثنى محمد ابن يحيى القطعى (١)، حدثنا عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة، عن أبى حسان الأعرج أن رجلين دخلا على عائشة، فقالا: إن أبا هريرة يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "الطيرة فى الدار والدابة والمرأة"، فقالت: كذب والذى أنزل القرآن على أبى القاسم - صلى الله عليه وسلم -، من حدث بهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كان أهل الجاهلية يقولون: الطيرة فى الدابة والدار والمرأة"، ثم قرأت: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} [الحديد: ٢٢] (٢).


(١) محمد بن يحيى بن أبى حزم القطعى، أبو عبد الله البصرى، صدوق من العاشرة. أخرج له مسلم وأبو داود والنسائى وابن ماجه. التقريب (٢/ ٢١٧).
(٢) أخرجه الإمام أحمد فى المسند (٦/ ١٥٠، ٢٤٠، ٢٤٦)، وليس فيه قولها: كذب أبو هريرة، وهذه سخافة، فليس من خلق الصحابة أن يسفه أحدهم الآخر، وإن كانت قد قالت، فالكذب فى لغتهم بمعنى الخطأ. أخرحه الطحاوى فى مشكل الآثار (١/ ٣٤١). الحاكم فى المستدرك (٢/ ٧٤٩)، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبى.
وقال الألبانى فى الصحيحة (٩٩٣): وهو كما قالا، بل هو على شرط مسلم، فإن أبا حسان هذا قال الزركشى فى الإجابة ص ١٢٨: اسمه مسلم الأحرد يروى عن ابن عباس وعائشة. وقال: وهو ثقة من رجال مسلم. ورواه ابن خزيمة أيضًا كما فى الفتح (٦/ ٤٦)، وأخرجه أبو داود الطيالسى (١٥٣٧) من طريق محمد بن راشد عن مكحول قيل لعائشة: إن أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الشؤم فى ثلاث: فى الدار والمرأة والفرس" فقالت عائشة: لم يحفظ أبو هريرة؛ لأنه دخل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قاتل الله اليهود يقولون: إن الشؤم فى الدار والمرأة والفرس" فسمع آخر الحديث، ولم يسمع أوله. قلت: وليس فيه كذب أبو هريرة، وقال الألبانى: وإسناده حسن لولا الانقطاع بين مكحول وعائشة، لكن لا بأس به فى المتابعات والشواهد إن كان الرجل الساقط من بينهما هو شخص ثالث غير العامريين المتقدمين هذا ولعل الخطأ الذى أنكرته السيدة عائشة هو من الراوى عن أبى هريرة، وليس أبا هريرة نفسه: فقد روى أحمد (٢/ ٢٨٩) من طريق أبى معشر، عن محمد بن قيس قال: سئل أبو هريرة: سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الطيرة فى ثلاث؛ فى المسكن والفرس والمرأة؟ " قال: كنت إذن أقول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقل، ولكن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الطيرة الفأل، والعين حق". وأبو معشر فيه ضعف.
قلت: ولم أقف على قول السيدة عائشة رضى الله عنها فى تكذيب أبى هريرة رضى الله عنه. قلت: ذكر الذهبى فى سير أعلام النبلاء (٢/ ٦١٨): قال الحافظ أبو سعد السمعانى: سمعت أبا المعمر المبارك بن أحمد: سمعت أبا القاسم يوسف بن على الزنجانى الفقيه: سمعت الفقيه أبا إسحاق الفيروز أبادى: سمعت القاضى أبا الطب يقول: كنا فى مجلس النظر بجامع المنصور، فجاء شاب خراسانى، فسأل عن مسأله المصراة؟ فطالب بالدليل، حتى استدل بحديث أبى هريرة الوارد فيها فقال: وكان حنفيًا، أبو هريرة غير مقبول الحديث. فما استتم كلامه حتى سقط عليه حية عظيمة من سقف الجامع فوثب الناس من أجلها وهرب الشاب وهى تتبعه.=

<<  <  ج: ص:  >  >>