للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروى عبد الله بن جعفر قال: حدثنا الحُر مولى بنى نوفل أنه سمع ابن عباس يقول ذلك (١). وروى الهيثم بن واقد، عن عطاء بن أبى مروان قال: قلت للطفيل بن أُبى أجمع أبوك القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

فقال: بعده. فقلت: إن أنسًا أخبرنا أنه جمعه أربعًا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم أبوك. فقال الطفيل: أنس أعلم بأُبىّ منى (٢).

ابن أبى شبرمة: عن سالم بن يسار، عن عبيد بن جبير، قال: قلت لزيد بن ثابت بمقتل عثمان اقرأ علىَّ سورة الأعراف. قال: لست أحفظها اقرأها أنت علىَّ، فقرأتها عليه فما أخذ على ألفًا ولا واوًا.

الثورى: عن أبى إسحاق، عن زيد بن وهب قال: قدم علينا ابن مسعود الكوفة فقلنا: اقرأ علينا البقرة. فقال عبد الله: لست أحفظها.

حماد بن سلمة: عن على بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: ابن عمر شهد بدرًا. قال: والمشهود أنه لم يشهد أحد أيضًاء روى ابن نافع وأبو معشر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: عرضت يوم بدر وأنا ابن ثلاث عشرة فلم يجزنى، وعرضت يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة فلم يجزنى، وأجازنى يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة (٣).

وروى أهل الشام عن الأوزاعى: أن أبا عبيدة بن الجراح لقى أباه فى زحف فقتله. وبنو فهر يقولون: إن الجراح مات قبل الإسلام.

سعيد بن عبد العزيز: (٤) عن مكحول، عن زيد بن جارية، عن حبيب بن مسلمة


(١) لم يجمع القرآن فى عهد النبى - صلى الله عليه وسلم - فى مصحف واحد، بل حدث هذا على مراحل: أولها: فى عهد الصديق، وذلك بعد اشتداد القتل فى حملة القرآن، وبعدما أشار عليه عمر بن الخطاب رضى الله عنهم.
ثانيهما: فى عهد عثمان بن عفان، رضى الله عنه، وهذا كان الدافع خلفه هو القضاء على اللحن اللغوى، وذلك لكثرة الداخلين فى الإسلام من الأعاجم الذين لا يعرفون اللغة العربية، وما كان يسببه هذا الأمر من خلافات بين الناس، فجمع القرآن ونسخ عدة نسخ، وزعت على أمهات الأقطار، وصارت مرجعًا للمسلمين حال الخلاف، والله أعلم.
(٢) قلت: لم يجمع القرآن فى مصحف واحد على عهد النبى - صلى الله عليه وسلم -، وقد يكون جمع أُبىّ من قبيل أنه حفظه، وكان ممن يحفظه كله أى كل ما نزل به الوحى. فهو الذى كان يحفظه من هذا الباب والله أعلم.
(٣) ذكره البيهقى فى السنن الكبرى (٦/ ٥٥) باب البلوغ بالسن.
(٤) سعيد بن عبد العزيز التنوخى الدمشقى: ثقة إمام سواه أحمد بالأوزاعى، وقدمه أبو مسهر ولكنه اختلط فى آخر عمره. التقريب (١/ ٣٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>