قال ابن المدائنى: كان مسروق غلامًا لزياد على السلسلة، فذكر الأعمش، عن أبى وائل قال: كنت مع مسروق فمرت أصنام بعث بها معاوية إلى أرض الروم. قال: فقال لى: يا أبا وائل غرقها، ثم قال دعها، ثم قال: أما لو [٢٥/ أ] أعلم أنهم يقتلونى لغرقتها، ولكنى أخاف أن يفتنونى فى دينى.
والله ما أدرى أى الرجلين معاوية؟ رجل يائس من آخرته فهو يتمتع من دنياه، أم رجل زين له سوء عمله فهو يراه حسنًا؟ قال: فقلت له: لم وليت أمره؟ .
قال: اعترنى شريح وزياد والشيطان. قال: ومات وهو على السلسلة.
قال: وكان أبو وائل قد كبر وخرف، وكان يأتى النوح فيسمعه ويبكى.
قال: وكان شريح قاضيًا لعبيد الله بن زياد، وكان شاعرًا، وكانت فيه أعرابية. فقيل لإبراهيم: إن شريحًا خالف علقمة فى كذا. قال: فقال: وما يدرى الأعرابى.
قال: وقضى زمانًا لا يضمن العارية، ثم أمره زياد أن يضمنها.
قال: فكان يضمنها بأمر زياد.
قال: فحدث الفضل بن سليمان، عن النضر بن مخارق (١) قال: رأيت الشعبى بالنحف يلعب بالشطرنج والى جنبه قطيفة، فإذا أمر به بعض من يعرفه أدخل رأسه فيها.
قال: وحدثنا جرير بن عبد الحميد، عن مجالد وسعيد قال: دخل الشعبى بين المال فسرق منه فى خفة مائة درهم. قال: وقال شريك بن عبد الله: قلت لأبى إسحاق إن الشعبى كان يقع فى الحرب.
قال: أما والله ما هو من رجاله، لقد دخل الشعبى بيت المال فسرق فى خفة مائة درهم. قال: حدثنا أبو معاوية، عن عمرو بن واصل قال: رأيت الشعبى عليه معصفر وهو يلعب بالشطرنج.
قال: وحدثنا سفيان بن عيينة، عن السرى، عن الشعبى بنحو حديث عثمان الشحام عنه وهو أنه قال: دخلت على الحجاج فقال لى: أخرجت علىَّ؟ فقلت: أيها الأمير أخذت منا الجنان وأحزن بنا المنزل، واستحلفنا الخوف، واكتحلنا الشهر، وشملتنا فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء، فخلاه، وزاد السرى ثم أرسل إلىَّ بعد ذلك.
(١) النضر بن مخارق: ذكره ابن أبى حاتم فى الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً (٨/ ٤٧٨).