وقال: ضمرة بن ربيعة والهيثم بن عدى، وأبو معشر مات سنة ثمان. ومن فضائل ما رواه النسائى فى العلم من السنن أن رجلاً جاء إلى زيد ين ثابت فسأله عن شئ فقال له زيد: عليك أبا هريرة، فإنى بينما أنا وأبو هريرة وفلان فى المسجد ذات يوم ندعو الله تعالى ونذكره، إذ خرج علينا النبى - صلى الله عليه وسلم - حتى جلس إلينا فسكتنا فقال عودوا للذى كنتم فيه، قال زيد: فدعوت أنا وصاحبى قبل أبى هريرة، وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤمن على دعائنا ثم دعا أبو هريرة فقال: اللهم إنى أسألك ما سألاك صاحبى، وأسألك علمًا لا ينسى. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "آمين" فقلنا: يا رسول الله ونحن نسأل الله علمًا لا ينسى فقال: "سبقكم بها الغلام الدوسى". وقال طلحة بن عبيد الله أحد العشرة: ولا شك أنه سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم نسمع. وقال ابن عمر: أبوهريرة خير منى وأعلم. وقال ابن خزيمة: قال سفيان بن حسين: عن الزهرى، عن المحرر بن أبى هريرة، اسم أبى عبد عمرو. وروى الدولابى فى تاريخه بإسناد له عن الزهرى، أن النبى - صلى الله عليه وسلم - سماه عبد الله، واستعمله عمر على البحرين ثم عزله ثم أراده على العمل، فأبى، وتأمر على المدينة غير مرة فى أيام معاوية. قال الذهبى فى سير أعلام النبلاء (٥٧٨/ ٢): أبو هريرة الإمام المجتهد الحافظ، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أبو هريرة الدوسى اليمانى، سيد الحفاظ الأثبات. اختلف فى اسمه على أقوال جمة. وكذا فى اسم أبيه. وقال فى (٥٨٧): روح بن عبادة: حدثنا أسامة بن زيد، عن عبد الله بن رافع: قلت لأبى هريرة: لما كنوك أبا هريرة؟ قال: أما تفرق منى؟ قلت، إنى لأهابك؛ قال: كنت أرعى غنمًا لأهلى، فكانت لى هريرة ألعب بها فكنونى بها. وهذا القول إسناده حسن، وأخرجه الترمذى فى المناقب (٣٨٤٠)، ابن سعد (٤/ ٣٢٩)، ابن عساكر (٩/ ١٠٩/ ١) من حديث عبد الله بن رافع، وحسنه الترمذى والحافظ فى الإصابة فى ترجمة أبو هريرة من طريق يونس بن بكير، عن أبى إسحاق قال: حدثنى بعض أصحابى عن أبى هريرة. وقال الذهبى فى السير (٥٩٣): وذكر حديثًا ذكره الإمام أحمد فى المسند (٩/ ٢١٢، ٣٢٠)، ومسلم (٢٤٩١)، الذى فيه قصة دعوة أبو هريرة لأمه إلى الإسلام ودعاء النبى له ولأمه بحب المؤمنين. قلت: وأخرج الحاكم فى المستدرك حديثًا ذكر الذهبى فى السير: أبو الحوص، عن زيد العمى، عن أبى الصديق، عن أبى سعيد الخدرى: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أبو هريرة وعاء من العلم". وذكر الذهبى: ابن أبى ذئب، عن المقبرى، عن أبى هريرة، قال: حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعاءين: فأما أحدهما، فبثثته فى الناس؛ وأما الآخر، فلو بثثته لقطع هذا البلعوم. وهذا أخرجه البخارى (١/ ١٩٢، ١٩٣) فى كتاب العلم، باب حفظ العلم: من طريق إسماعيل بن أبى أويس، عن أبى بكر بن عبد الحميد، عن ابن أبى ذئب، عن سعيد المقبرى، عن أبى هريرة.=