قلت: وقد ذكر هذا، ابن كثير فى البداية والنهاية (٨/ ١٠٩) من طريق مسلم بن الحجاج، عن عبذ الله بن عبد الرحمن الدارمى، عن مروان بن محمد بن حسان الدمشقى، عن الليث بن سعد، عن بكير بن الأشج، وتاريخ ابن عساكر (١٩/ ١٢١/ ٢). (٢) عبد الرحمن بن صالح الأزدى، العتكى، بفتح المهملة والمثناة، الكوفى نزيل بغداد، صدوق يتشيع، من العاشرة. التقريب (١/ ٤٨٤). (٣) خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص أخو إسحاق بن سعيد، صدوق من الثامنة. التقريب (١/ ٢١٤). قال الذهبى فى سير أعلام النبلاء (٢/ ٦٠٤): محمد بن كناسة الأسدى، عن إسحاق بن سعيد، عن أبيه، قال: دخل أبو هريرة على عائشة، فقالت له: أكثرت يا أبا هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إى والله يا أماه، ما كانت تشغلنى عنه المرآة، ولا المكحلة، ولا الدهن، قالت: لعله. ورواه بشر بن الوليد، عن إسحاق، وفيه: ولكنى أرى دلك شغلك عما استكثرت من حديثى، قالت: لعله. وقال الذهبى: ابن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبى أنس مالك بن أبى عامر، قال: جاء رجل إلى طلحة بن عبيد، فقال: يا أبا محمد، أرأيت هذا اليمانى، يعنى أبا هريرة، أهو أعلم بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منكم؟ نسمع منه أشياء لا نسمعها منكم، أم هو يقول على رسول الله ما لم يقل؟ قال: أما أن يكون سمع ما لم نسمع، فلا أشك، سأحدثك عن ذلك، وإنا كنا أهل بيوتات وغنم وعمل، كنا نأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرفى النهار، وكان مسكينًا، ضعيفًا على باب رسول الله، يده مع يده، فلا نشك أنه سمع ما لم نسمع، ولا تجد أحدًا فيه خير يقول على رسول الله ما لم يقل. قلت: وما ذكره الذهبى ذكره غيره متمثلاً قوله لأم الؤمنين عائشة، أورده الحافظ فى الإصابة وعزاه لابن سعد وجود إسناده، وابن عساكر وابن كثير فى البداية والنهاية (٨/ ١٠٨)، والحاكم (٣/ ٥٠٩) من طريق خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن عائشة أنها دعت أبا هريرة، فقالت له: يا أبا هريرة، ما هذه الأحاديث التى تبلغنا أنك تحدث بها عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، هل سمعت إلا ما سمعنا؟ وهل رأيت إلا ما رأينا؟ قال: يا أماه، إنه كان يشغلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرآة والمكحلة والتصنع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنى ما كان يشغلنى عنه شئ. قال، أى الحاكم: وهذا حديث صحيح الاسناد، ووافقه الذهبى. وقول أنس: أخرجه الترمذى (٣٨٣٧) وحسنه، والحاكم (٣/ ٥١١، ٥١٢) وصححه=