للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وليس قولنا فى كل من نسبوه إلى البدعة أو أسقطوه وضعفوه قولهم، معاذ الله من ذلك بل كثير من أولئك عندنا أهل عدالة وطهارة وبرّ وتقوى، ولكنا حكينا عنهم طعنهم على من يروون عنه إذا احتاجوا إليه فإذا احتج خصومهم عليهم به أو بحديثه قالوا: هذا ضعيف وهذأ مبتدع تأمرًا على عهد وركونًا بالهوى وميلاً إلى العصبية وإعراضًا عن الحق ولو استقصيت أسعدك الله هذه الأبواب لطال الكتاب.

ولكنى أتيت بالجمل التى تدل على المراد وعليها المدار وأنا أسأل الله أن يصلى على محمد وأهل بيته الطيبين، وأن ينفعنا وإياك بما كتبنا ويجعله لوجهه وأن يوفقنا لشكر نعمته التى لا نحصيها، بمنه ولطفه إنه على ما يشاء قدير وذلك عليه يسير.

ويجب أيّدك الله أن تكثر فكرك فى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين" (١).

ليعلم أنه عليه السلام نطق بتوفيق ربه عز وجل حتى كأنه مشاهد لنا، ولأحوالنا ولما نحتاج إليه فيما روى لنا عنه - صلى الله عليه وسلم - ولنتبين أن هذه الوصية مخالفة لمذهب من يزعم أن الواجب أن يقال ما فى الحديث ولا يفسر، ويقول من يقول: أمِرُّوها كما جاءت وربما ترك تغيير اللحن والسخف.

لو كان هذا هو الواجب أكرمك الله ما كان لما حكينا من قول نبينا - صلى الله عليه وسلم - وجه ولا معنى ولكنه حث على النظر فى الحديث إذا ورد ونفى ما لحقه من تحريف غال أو انتحال مبطل أو تأويل جاهل، ولو أن الأمة بل الخلق اجتمعوا على أن يجمعوا معاني هذه الكلمات فى مقدار حروفها ما قدروا إلَّا بتوفيق الله جلَّ ذكره فصلوات الله على محمد نبيه وعلى أهل بيته الطيبين وإن رغمت أنوف النابتة الماضين.

[٤/أ] واعلم علمك الله الخير وجعلك من أهله أنَّا إذا قلنا: المنتسبين إلى الحديث ثم


(١) أطراف الحديث عند:
ابن كثير فى البداية والنهاية (١٠/ ٣٣٧).
ابن الجوزى فى الموضوعات (١/ ٢١).
ابن عدى فى الكامل فى الضعفاء (١/ ١٥٢، ١٥٣، ٣/ ٩٠٤).
القرطبى فى التفسير (١/ ٣٦، ٧/ ٣١١).
المتقى الهندى فى كنز العمال (٢٨٩١٨).
التبريزى فى مشكاة المصابيح (٢٤٨).
البغدادى فى شرف أصحاب الحديث (١٤/ ٥٢. ٥٥، ٥٦).
إبن الجوزى فى زاد المسير (٥/ ٣٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>