قال الأويسى: قال مالك: كان ربيعة يقول لابن شهاب: إن حالي ليست تشبه حالك، قال: وكيف؟ قال: أنا أقول برأى من شاء أخذه، ومن شاء تركه، وأنت تحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيحفظ. قال أبو ضمرة: وقف ربيعة على قوم يتذاكرون القدر، فقال ما معناه: إن كنتم صادقين، فما في أيديكم أعظم مما في يدي ربكم، إن كان الخير والشر بأيديكم. وقال أحمد بن عبد الله العجلى في تاريخه: حدثني أبى قال: قال ربيعة: وسأل كيف استوى؟ فقال: الكيف غير معقول، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التصديق، وصح عن ربيعة، قال: العلم وسيلة إلى كل فضيلة. قال مالك: قدم ربيعة على أمير المؤمنين فأمر له بجارية، فأبى فأعطاه خمسة ألاف ليشترى بها جارية، فأبى أن يقبلها، قال مصعب الزبيرى: كان يقال له: ربيعة الرأى وكان صاحب الفتوى بالمدينة، وكان يجلس إليه وجوه الناس، كان يحصى في مجلسه أربعون معتمًا. أخذ عنه مالك بن أنس. وروى الليث عن يحيى بن سعيد قال: ما رأيت أحد أفطن من ربيعة بن أبى عبد الرحمن. وروى الليث عن عبيد الله بن عمر قال: هو صاحب معضلاتنا وعالمنا وأفضلنا وكان رحمه الله تعالى صاحب عبادة ذو كرم ونبل أخلاق وحب لإخوانه. وروى معاذ بن معاذ عن سوار بن عبد الرحمن العنبرى قال: ما رأيت أحدًا أعلم من ربيعة الرأي: قلت: ولا الحسن وابن سيرين؟ قال: ولا الحسن ولا ابن سيرين. قال ابن وهب: عن عبد العزيز بن أبى سلمة، قال: لما جئت العراق جاءنى أهل العراق، فقالوا: حدثنا عن ربيعة الرأى فقلت: يا أهل العراق تقولون: ربيعة الرأى، والله ما رأيت أحدًا أحفظ لسنة منه. وقال ابن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد قال: صار ربيعة إلى فقه وفضل، وما كان بالمدينة رجل أسخى بما في يديه لصديق أو لابن صديق أو لباغ يبتغيه فيه كان يستصحبه القوم فيأبى صحبة أحد إلا أحد لا يتزود معه ولم يكن في يده ما يحمل ذلك. قال أبو بكر الخطيب: كان ربيعة فقيهًا عالمًا حافظًا للفقه والحديث، قدم على السفاح الأنبار وكان أقدمه ليوليه القضاء، فيقال: إنه توفى بالأنبار ويقال: إنه توفى بالمدينة. قال ابن سعد. توفى سنة (١٣٦) فيما أخبرنى به الواقدي. قال يحيى بن معين وغيره: مات بالأنبار وكان ثقة كثير الحديث، وكانوا يتقونه لموضع الرأى وكذا أخرجه جماعة. قال مطرف بن عبد الله: سمعت مالكًا يقول: ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة بن عبد الرحمن. قلت ترجمته في: سير أعلام النبلاء (٦/ ٨٩)، تهذيب التهذيب (٢/ ٢٥٨)، تذكرة الحفاظ =