وقال يحيى بن يعلى المحاربى: طرح زائدة حديث جابر الجعفى، وقال: كذاب يؤمن بالرجعة. نعيم بن حماد، حدثنا وكيع: قيل لشعبة: تركت رجالاً ورويت عن جابر الجعفى؟ قال: روى أشياء لم أصبر عنها. أبو داود: سمعت شعبة يقول: إيش جاءهم به جابر؟ جاءهم بالشعبى، لولا السفر لجئناهم بالشعبى. ورأيت زكريا بن أبى زائدة يزاحمنا عند جابر فقال لى سفيان: نحن شباب وهذا الشيخ ما له يزاحمنا؟ ثم قال لنا شعبة: لا تنظروا إلى هؤلاء المجانين الذين يقعون فى جابر، هل جاءكم بأحد لم يلقه. قلت: والظاهر من كلام بعضهم أن جابر كان له حالان؛ أحدهما: مستقيم مقبول عندهم وهو الأول. والثانى: ما كان فى آخره، وهو ما تركه فيه يحيى القطان وغيره. قال سلام بن مطيع: قال لى جابر الجعفى: عندى خمسون ألف باب من العلم ما حدثت به أحد؟ فأتيت أيوب فذكرت له هذا، فقال: أما الآن فهو كذاب. قلت: فما حاله قبل ذلك إلا غير ما قال. وروى إسماعيل بن أبى خالد، عن الشعبى أنه قال: يا جابر لا تموت حتى تكذب على النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال إسماعيل: فما مضت الأيام والليالى حتى اتهم بالكذب. وهذا أيضاً دليل على تغير حاله من الصدق إلى الكذب. وعبد الله بن أحمد عن أبيه قال: ترك يحيى القطان جابر الجعفى، وحدثنا عنه عبد الرحمن قديماً، ثم تركه بآخره، وترك يحيى حديث جابر بآخره. (١) المنهال بن عمرو أبو عمرو، الأسدى مولاهم الكوفى. وثقة يحيى بن معين وغيره. وقال الدارقطنى: صدوق. وقال ابن حزم: ليس بالقوى. قال الذهبى فى "السير": ترك شعبة الرواية عنه لكونه سمع آلة الطرب من بيته. انظر: سير أعلام النبلاء (٥/ ١٨٤)، ميزان الاعتدال (٤/ ١٩٢)، تهذيب التهذيب (١٠/ ٣١٩، ٣٢٠)، تاريخ الإسلام (٥/ ٧)، التاريخ الكبير (٨/ ١٢)، الجرح والتعديل (٨/ ٣٥٦)، طبقات خليفة (١٦٠). (٢) لم أقف على قول الغيرة فى المنهال والله أعلم. (٣) قال الشيخ شاكر: هكذا ذهب الترمذى إلى أن شعبة أخطأ فى اسم شيخه، وكذلك قال النسائى فى سننه (١/ ٧٢)، فإنه روى حديث أبى عوانة عن خالد بن علقمة، ثم روى حديث =