قال عفان: كان حوائجه: يسأل لجيرانه الفقراء، وسمعت شعبة يقول: من ذهبنا إلى أبيه فاكزمنا، فحاءنا ابنه أكرمناه، ومن أتيناه فأهاننا أتانا ابنه أهناه. وقال أبو العباس السراج: حدثنا محمد بن عمرو، سمعت أصحابنا يقولون: وهب المهدى لشعبة ثلاثين ألف درهم فقسمها وأقطعه ألف جريب بالبصرة فقدم البصرة، فلم يجد شيئًا يطيب له فتركها. قال يحيى القطان: كان شعبة من أرق الناس، يعطى السائل ما أمكنه. وقال أبو قطن: كانت ثياب شعبة كالتراب، وكان كثير الصلاة، سخيًّا. وعن عبد العزيز بن أبى رَوَّاد، قال: كان شعبة إذا حك جسمه انتثر منه التراب، وكان سخيًّا، كثير الصلاة. قال أبو داود الطيالسى: كنا عند شعبة، فجاء سليمان بن المغيرة يبكى وقال: مات حمارى، وذهبت شى الجمعة، وذهبت حوائجى قال: بكم أخذته؟ قال: بثلاثة دنانير، قال شعبة: فعندى ثلاثة دنانير، والله ما أملك غيرها، ثم دفعها إليه. قال النضر بن شميل: ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة. وذكر الذهبى فى "السير" (٧/ ٢٢٨): حدثنا أبو داود قال: كنا عند شعبة نكتب ما يملى فسأل سائل، فقال شعبة: تصدقوا، فلم يتصدق أحد، فقال: تصدقوا، فإن أبا إسحاق حدثنى، عن عبد الله بق معقل، عن عدى بن حاتم، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اتقوا النار ولو بشق تمرة". قال فلم يتصدق أحد، فقال: تصدقوا فإن عمرو بن مرة حدثنى، عن خيثمة، عن عدى بن حاتم، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة"، فلم يتصدق أحد، فقال: تصدقوا فإن محلاً الضبى حدثنى عن عدى بن حاتم، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "استتروا من النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة"، فلم يتصدق أحد، فقال: قوموا عنى فوالله، لا حدثتكم ثلاثة أشهر، ثم دخل منزله، فأخرج عجيناً فأعطاه السائل فقال: خذ هذا، فإنه طعامنا اليوم. هذا وغيره من الأقوال الدالة على سخاء شعبة، تدل على أن حبه لمن هو ورع تقى سخى. وليس غيره، والله أعلم.