قال صالح بن أحمد بن حنبل: قلت لأبى: وكيع وعبد الرحمن ويزيد بن هارون، أين يقع أبو نعيم من هؤلاء؟ قال: يجئ حديثه على النصف من هؤلاء، إلا أنه كيس يتحرى الصدق، قلت: فأبو نعيم أثبت أو وكيع؟ فقال: أبو نعيم أقل خطأ. وقال يعقوب بن شيبة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو نعيم أثبت من وكيع. قال أبو زرعة الدمشقى: سمعت يحيى بن معين يقول: ما رأيت أحدًا أثبت من رجلين، أبى نعيم وعفان. قال يعقوب الفسوى: أجمع أصحابنا أن أبا نعيم كان غاية فى الإتقان. قال أبو زرعة: وسمعت أحمد بن صالح يقول: ما رأيت محدثًا أصدق من أبى نعيم. وقال أبو حاتم: كان حافظًا متقنًا. قال أبو عبيدة الآجرى: قلت لأبى داود: كان أبو نعيم حافظًا؟ قال: جدًا. قال أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب الفراء: كنا نهاب أبا نعيم أشد من هيبة الأمير. قال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: شيخان كان الناس يتكلمون فيهما ويذكرونهما، وكنا نلقى من الناس فى أمرهما ما الله به عليم، قاما لله بأمر لم يقم به كبير أحد: عفان وأبو نعيم. قال الطبرانى: سمعت صليحة بنت أبى نعيم تقول: سمعت أبى يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال: مخلوق، فهو كافر. قال محمد بن أبان: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: إذا وافقنى هذا الأحول، يعنى أبا نعيم، ما أبالى من خالفنى. قال الذهبى: توفى أبو نعيم شهيدًا، فإنه طعن فى عنقه، وحصل له ورشكين. قال محمد بن عبد الله بن مطين: رأيت أبا نعيم وكلمته. قال: ومات يوم الشك من رمضان سنة تسع عشرة ومائتين. قال الذهبى: وكان أبو نعيم ذا دعابة، فروى على بن العباس المقانعى: سمعت الحسين بن عمرو العنقزى يقول: دق رجل على أبى نعيم الباب، فقال: من ذا؟ قال: أنا، قال: من أنا؟ قال: رجل من ولد آدم، فخرج إليه أبو نعيم وقبله، وقال: مرحبًا وأهلاً، ما ظننت أنه بقى من هذا النسل أحدٌ. انظر: تهذيب التهذيب (٨/ ٢٧٠)، طبقات الحفاظ (١/ ٣٧٢)، ميزان الاعتدال (٣/ ٣٥٠)، الكاشف (٢/ ٣٨١)، العبر (١/ ٣٧٧)، تاريخ بغداد (١٢/ ٣٤٦)، الكامل لابن الأثير (٦/ ٤٤٥)، الفهرست (٢٨٣)، الجرح والتعديل (٧/ ٦١)، التاريخ الكبير (٧/ ١١٨)، طبقات خليفة (ت ١٣٢٤)، سير أعلام النبلاء (١٠/ ١٤٢). (١) لم أقف عليه.