للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن قصيدة لأبى على بن الفلاس الشاعر أولها:

الحب يهجر والطيوف تزور … وكأنما أصل الصبابة زور

ظلت الملوك وقصروا عن غاية … ما نالها كسرى ولا سابور

وعدلت حتى لم تدع من ظالم … يده على المستضعفين تجور

فالأرض مشرقة بعدلك والندى … وصباح عدلك ماله ديجور

قد روضت بالمكرمات كأنما … كل البلاد خوريق وسدير

ولنصر النميرى:

أعلقت من يحيى رجائى لمن … تحتكم الآمال فى وفره

وكان عون الدين أحرى الورى … بنصرة الحر على دهره

وزير صدق عم إحسانه … فأجمع الناس على شكره

أبهة الملك على وجهه … وخشية الرحمن فى سره

يربى على الغيث ندى كفه … ونائل المرء على قدره

قال ابن الجوزى: كان الوزير يتأسف على ما مضى من زمانه، ويندم على ما دخل فيه. ثم صار يسأل الله عزّ وجل الشهادة، ويتعرض بأسبابها.

وكان الوزير ليس به قلبة فى يوم السبت ثانى عشر جمادى الأولى سنة ستين وخمسمائة، ونام ليلة الأحد فى عافية، فلما كان وقت السحر قاء، فحضر طبيب كان يخدمه، فسقاه شيئا، فيقال: إنه سمه فمات، وسقى الطبيب بعده بنحو ستة أشهر سما، فكان يقول: سقيت كما سقيت، فمات.

قال: وكنت فى تلك الليلة رأيت فى النوم مع انشقاق الفجر والوزير كأنه فى داره، ودخل رجل بيده حربة فضربه بها، فخرج الدم كالفوار فضرب الحائط، ورأيت هناك خاتما من ذهب ملقى. فلما استيقظت أخبرت من معى بالحديث، فما استتممته حتى جاء الخبر بموت الوزير، ونفذ إلى من داره، فحضرت وأمرنى ولداه أن أغسله فغسلته، فرفعت يده ليدخل الماء فى مغابنه، فسقط الخاتم من يده

<<  <  ج: ص:  >  >>